في القدم كان تناول القهوة مقتصرًا على كبار السن أو من يتزوج من الفتيات والرجال، أما الآن فقد ترى الطفل الصغير الذي لم يتجاوز السنوات الثلاث والأربع وهو يشارك أمه أو أباه أو جدته في فنجان قهوتهم، أو تناول الرواسب المتبقية في الفنجان.
ولا ينصح الخبراء -ومنهم طبيب الأنف والأذن والحنجرة د. أحمد الجدبة- بشرب الطفل القهوة، خاصة من دون ستة أعوام، أي قبل المدرسة، إذ لا يوجد حاجة غذائية للجسم إلى الكافيين الموجود فيها، ويمكن الاستغناء عنه تمامًا عند الإنسان.
وفي حديث إلى صحيفة "فلسطين" يوضح الجدبة أن "الدراسات تؤكد أن كمية الكافيين المسموح بها للطفل يوميًّا هي 45 ملغ من الكافيين كل 24 ساعة، ويحتوي فنجان القهوة الواحد على 50 إلى 100 ملغ من الكافيين, وفنجان الشاي من 30 إلى 60 ملغ من الكافيين".
ووفق قول الجدبة، هناك كثير من الأطعمة التي يتناولها الطفل وتحتوي على الكافيين أيضًا، وأهمها الشوكولاتة، والكاكاو، والكولا, أي أن الطفل يحصل على جرعته اليومية من الكافيين من أطعمة كثيرة.
ويشير إلى أن تناول الطفل القهوة له مساوئ كثيرة، منها: أنها تسبب الإدمان، والأرق ليلًا، والصداع خاصة بعد التوقف عن شربها عند المدمنين عليها، وحرقة معدة، وارتفاع التوتر الشرياني وتسرع القلب، ونقص الشهية، لأن الكافيين يخفف الشهية، والإصابة بالعصبية.
ويبين الجدبة أنه يجب ألا تعطى القهوة للأطفال في الحالات التالية: في المساء، للأطفال دون 6 سنوات قطعيًّا بسبب حاجة الطفل الزائدة للنوم، ولا للأطفال النشيطين كثيري الحركة، ولا تعطى لمرضى القلب من الأطفال ولا تعطى للأطفال في حالة الأمراض العصبية.
وفي حال كان لا مفر من تناول الطفل القهوة يمكن تناولها دون كافيين (Decaffeinated coffee), بعد سن أربعة أعوام، وفي ساعات الصباح فقط.