طالب نايف حواتمة دول الخليج الغنية بسحب استثماراتها الكبيرة من البرازيل، ردًّا على عزمها فتح قنصلية لها في القدس المحتلة. ما يطلبه قائد الجبهة الديمقراطية المخضرم صحيح، ولكنه غير قابل للتطبيق، وما له هناك من مسمَع، بل يقال إن دول الخليج تتجه لإقامة علاقات اقتصادية علنية مع (إسرائيل) نفسها، فكيف لمن يقيم هذه العلاقات مع (إسرائيل) أن يعاقب البرازيل بسحب الاستثمارات التي يشير إليها الرفيق؟!
منذ فترة زمنية ليست ببعيدة تحدثت الصحافة الاستقصائية عن حجم المعدات والأجهزة الأمنية التي اشترتها دول في الخليج من تل أبيب، وتحدثت مصادر عن تلقي شخصيات خليجية تدريبات في (إسرائيل)، ولا غرابة أن يزعم نتنياهو عن علاقات تحالف مع دول في الخليج، وأن الخليج لا ينظر (لإسرائيل) نظرة عداء، في حين يشعر بالرعب من إيران مثلًا، ومن الإخوان؟!
العرب نفضوا يدهم من القضية الفلسطينية بشكل علني، وهم يمارسون التأييد للقضية بشكل روتيني، لا يترتب عليه أدنى عمل جاد، فكيف يمكن لهم والحال هذه أن يسحبوا استثماراتهم من البرازيل، أو أمريكا، أو غيرهما، في حين هم يهرولون نحو التطبيع، ويضغطون على الفلسطينيين للقبول بعروض أمريكا لحل القضية.
الردّ على البرازيل يجب أن يكون فلسطينيًّا، ويجب أن تكون هناك دبلوماسية فلسطينية وقائية، تتحرك نحو الدول التي تميل إلى مطالب تل أبيب، وتبين لها خطورة نقل السفارات، وأضرارها على الفلسطينيين، وأن الفلسطينيين في حالة تحرر وطني، وهذا يلزمهم التوقف عن مساعدة المحتل على ظلمه. العرب تخلوا عن دورهم، وتخفّوا خلف الموقف الفلسطيني، حين قالوا المنظمة هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني، وحين قالوا نقبل بما يقبله الفلسطينيون؟! وليتهم كانوا صادقين في هذه أيضا؟!
كانت البرازيل دولة من دول عدم الانحياز، وكانت لفترة قريبة دولة قريبة للعرب وللفلسطينيين، فما الذي غيّر الموقف البرازيلي، وجعله أقرب إلى (إسرائيل) من موقفها من العرب والفلسطينيين؟ نريد من الخارجية الفلسطينية بيان أسباب هذا التحول، وشرحه للناس، ولا نقف عند الطلب من الدول العربية، وهو طلب لن ينفذ البتة، ونحن نعلم ذلك مسبقا. ماذا تقول الخارجية الفلسطينية في هذه المسألة؟!