فلسطين أون لاين

أسرة القيادي "الطويل" في معركة الاعتقال: قرارنا الصبر

...
رام الله-غزة/ أحمد المصري:

منذ سنوات طويلة تعيش عائلة الشيخ جمال الطويل من مدينة رام الله في معركة اعتقال لم تسكن فصولها، أو تهدأ ريحها، كلما انتهت واحدة بدأت أخرى، لتحرم العائلة الالتئام، أو أي جمع للشمل.

آخر قرارات اعتقالات الاحتلال التي استهدفت العائلة هذه المرة كان بحق "بشرى" الصحافية والأسيرة المحررة، فبعد ستة أيام فقط من الإفراج عن والدها من الاعتقال الإداري الذي استمر 22 شهرًا متواصلة، دهمت قوات الاحتلال يوم 11 ديسمبر الجاري من جديد منزل الطويل في حي أم الشرايط في مدينة البيرة واعتقلت بشرى، والتهمة التي قالها الضابط لوالدها "صوتها العالي والمزعج لهم".

حرمانٌ تتجرعه العائلة بوسم تبعثر شملها، غير أنها تبنت في قرار ذاتها أن ترفع راية الصبر لمواجهة هذه المعركة، وألا يجد القهر الذي يحاول فرضه الاحتلال أي فسحة أو مجال.

وأمضى الشيخ جمال الطويل والد "بشرى" وأحد أبرز وجوه الحركة الإسلامية في رام الله، في الاعتقال 15 عامًا ونصف عام، وأمضت زوجته عامًا، واعتقلت ابنته "بشرى" أربع مرات، حُررت في إحداها ضمن صفقة "شاليط".

يقول الشيخ الطويل: "حظرت على نفسي البكاء، في هذه المعركة التي يريدنا المحتل أن نبكي فيها، فإذا بكينا ينهار الناس ممن حولنا ويعرفنا".

وفي مدة اعتقال الشيخ الطويل الأخيرة كانت ابنته بشرى رهن الاعتقال كذلك، وقد أطلق سراحها في حزيران (يونيو) العام الماضي، بعد قضاء 8 أشهر على ذمة الاعتقال الإداري (دون تهمة).

ويؤكد الطويل أن الاحتلال يحاول بالاستهداف المتكرر له ولعائلته أن يحصل على مردود "خبيث"، يتعلق بالتأثير في الجمهور العام، بالقول: إن أي عائلة تحاول أن تقاوم حتى ولو بالكلمة، فسيكون مصيرها الشتات والابتلاء ودفع الثمن، مضيفًا: "وهذا لن نقبله أبدًا".

ويستذكر الشيخ الطويل رحلات الأسر بقوله: "اعتقلت مرة فأُبعدت عن أسرتي قسرًا، إلى أن أطلق سراحي، فاعتقلت زوجتي عامًا وتركني المحتل دون اعتقال ليعذبني ويؤلمني، وما إن أفرج عنها حتى اعتقلوا بشرى ابنتي وتركوني أيضًا دون اعتقال مدة قصيرة، ولم يسمحوا لي بزيارتها ضمن زيارة أب إلى ابنته، ثم اعتقلت مرة أخرى، فكنت أنا وهي رهن الاعتقال".

ويوضح أن أحد ضباط المخابرات الإسرائيليين أخبره صراحة في وقت الاستجواب والتحقيق، أنه لو بيده القرار ما أبقى أي واحد من أفراد أسرته حرًّا، حتى لو كان طفلًا، وأن اعتقاله لكونه شخصية مؤثرة ليس فقط في المنطقة بل أوسع كما أورد الضابط.

ويؤكد الشيخ الطويل أن الاحتلال لا يرحم، ويعد كل فلسطيني هدفًا ملاحقًا لديه، ورسائل ضباط المخابرات الإسرائيليين عند كل اعتقال لا تخلو من تهديدات الملاحقة والاعتقال مرة أخرى.

تقول منتهى الطويل زوجة الشيخ وأم بشرى لـ"فلسطين": "قلبي وقلب زوجي ليسا حجارة صماء، فالاعتقال والسجن صعبان وقاسيان، وتشتيت الشمل أصعب وأقسى، لكننا تسلحنا بقرار الصبر على هذا البلاء".

ولفتت الطويل إلى أن الاحتلال يحاول أن يسرق حتى لحظات الفرح في العائلة، باتباع سياسة الاعتقال لأسباب تافهة مختلقة، مضيفة: "وصل الأمر إلى أن يقول قاضي الاحتلال لزوجي لأنك رجل محترم مدة حكمك في السجن الإداري 22 شهرًا، وهي العقوبة التي تقارب الحد الأعلى للإداري".