فلسطين أون لاين

"حماة الحرم الإبراهيمي" حملة تستهدف عمارته بالمصلين وإحياء البلدة القديمة

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

مع الغياب العربي والإسلامي عما يجري في مدينة الخليل من سيطرة للاحتلال الإسرائيلي على الحرم الإبراهيمي الشريف، وإحاطته بإجراءات عسكرية معقدة تمنع وصول المصلين إليه، لم يجد أهل الخليل طريقًا سوى إطلاق حملة شعبية لتفعيل الالتفاف الشعبي حول الحرم وعمارته بالمصلين.

وتهدف الحملة إلى تعزيز مكانة البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي لكونهما في حالة حصار خاصة بعد مجزرة الحرم عام 1994م، نتيجة إجراءات الاحتلال من حواجز عسكرية وبوابات إلكترونية وتنكيل بالمصلين.

وقال الناشط ضمن الحملة بديع دويك: "إن الإعلام بتهويله ما يحدث في منطقة الحرم خلق  حالة نفسية تمثلت في عزوف الناس عن زيارته خشية الخطر، ما دعا القائمين على الحملة للسعي إلى عمارة الحرم بالمصلين".

وأضاف دويك في تصريحات لـ"فلسطين أون لاين": "بدأنا تفعيل صلاة الفجر، فكان المصلون فيها قبل الحملة لا يزيدون على سطر ونصف، أما الآن فتصل أعدادهم إلى 18 ألف مصلٍّ أحيانًا، وهذه أعداد لم تكن تسجل قبل مجزرة الحرم".

وتابع: "إن الحملة لا تستهدف فقط صلاة الناس في الحرم، بل أيضًا خلق حركة تجارية تشجع أصحاب المحال المغلقة المحيطة به على إعادة فتحها، ليكون هؤلاء المصلون هم الدماء التي تجري في قلب الخليل".

ولفت إلى أن خطوتهم شجعت كثيرًا من فاعلي الخير على تقديم مبادرات؛ فـ"تكية سيدنا إبراهيم" قررت أن تفتح أبوابها للمصلين كل جمعة، وتبرع كثيرون منهم بتوزيع المشروبات والأطعمة على المصلين.

مزيد من الحضور

وتابع دويك: "نخطط الآن لتفعيل صلاتيْ المغرب والعشاء بتنظيم مسابقات تكون جوائزها رحلات عمرة بتبرع من شركات الحج والعمرة، لنحفز الناس على مزيد من الحضور إلى الحرم".

وأكمل: "أصبح الآلاف يؤمون الحرم في صلاتيْ الجمعة والفجر، مؤكدين أنه رغم القيود والحواجز التي أسسها الاحتلال لقتل الحياة بالمدينة، نحن الفلسطينيين بالخليل متمسكون بعروبة وإسلامية الحرم".

وأشار دويك إلى أن المتطوعين شكلوا لجانًا صحية، وأخرى للحراسة، مهمتها حراسة المصلين حتى لا يعتدى عليهم، ومراقبة سلوك المستوطنين وجيش الاحتلال.

وبين أن الحملة أثارت حالة من التنافس بين عائلات الخليل، قائلًا: "فنجد أن عائلة ما تقرر الحضور جماعة مثلًا لصلاة العصر، أو توزيع طعام أو شراب على المصلين".

وأعرب دويك عن اعتقاده بأن الحملة نجحت في إعادة إعمار الحرم والبلدة القديمة ماديًّا ومعنويًّا، عادًّا إعلان الاحتلال عزمه على إقامة مستوطنة جديدة بالمدينة ردة فعل على الحركة الشعبية السلمية التي يقومون بها.

وذكر أن الاحتلال يهدف لإحباط الناس وتثبيطهم ودفعهم للاستسلام وقتل معنوياتهم، لكنهم أثبتوا له أنهم رغم سياساته القديمة والجديدة "متمسكون بحرمهم وبلدتهم القديمة، وبكونها عربية وإسلامية".