فلسطين أون لاين

خاطر: القدس تشهد خطوات متسارعة وخطيرة تطبيقًا لإعلان ترامب

...
غزة-القدس المحتلة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد رئيس مركز القدس الدولي د.حسن خاطر، أن الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، تتجه نحو الأسوأ، منذ اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بها كعاصمة مزعومة لدولة الاحتلال الإسرائيلي (7ديسمبر/ 2017م).

وأوضح خاطر في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن المدينة تشهد ترجمة عملية وخطيرة لإعلان ترامب، وسباقًا غير مسبوق في عمليات التهويد والقمع والمصادرة وبناء الاستيطان.

وأشار إلى ارتفاع معدلات هدم منازل المقدسيين، ولا سيما الهدم الجماعي في وادي الحمص وصور باهر، إضافة إلى التصعيد الإسرائيلي بحق الشخصيات المقدسية والمؤسسات وإغلاق مديرية التربية والتعليم وأكثر من 30 مؤسسة ذات طابع سيادي عربي.

وبحسب منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، هدمت قوات الاحتلال 165 منزلا منذ بداية عام 2019م، حيث وصف خاطر العام الحالي بأنه "عام أسود" بالنسبة للقدس.

وقال خاطر إن: "هذه الإجراءات يريد الاحتلال من خلالها أن يثبت للعالم أن القدس لا علاقة لها بالفلسطينيين وأنهم مجرد سكان ليس لهم أي صفة سيادية فيها"، ودلل على ذلك بقمع قوات الاحتلال احتفالًا ثقافيًّا في القدس؛ بهدف إخفاء الهوية العربية فيها.

ولفت إلى أن الإجراءات الإسرائيلية الممنهجة بحق المقدسيين مستمرة حتى أن حياتهم أصبحت كالحياة في مخيمات اللجوء الفلسطيني؛ لصعوبة الأوضاع المعيشية.

وذكر أن نحو 80% من المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، وتُفرض عليهم سلطات الاحتلال الضرائب الباهظة عدا عن إغلاق محلاتهم ومنشآتهم التجارية.

ونبه خاطر إلى أن حياة المقدسيين تزداد صعوبة نتيجة جدار العزل العنصري الذي حدد للمدينة مداخل ومخارج محددة، يجعل الدخول والخروج منها أمرًا يحتاج لساعات طويلة، الأمر الذى دفع سكانها لنقل أماكن سكنهم.

الأقصى هدف

وقال الرئيس السابق للهيئة الإسلامية المسيحية إن المسجد الأقصى المبارك في "صلب الهجمة الإسرائيلية ضد القدس ومقدساتها".

وأوضح أن سلطات الاحتلال تواصل العمل من أجل بناء "الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد، لافتًا إلى تصاعد عمليات الاقتحامات بقيادة حاخامات وشخصيات سياسية إسرائيلية.

وأضاف: "الطقوس التلمودية تؤدى بشكل واضح في باحات الأقصى، وتحت حماية قوات الاحتلال، فتبدأ تلك الطقوس من غرب الأقصى من باب المغاربة مرورا بالمصلى القبلي ووصولا لباب الرحمة شرق الأقصى".

ولفت إلى تصاعد عمليات الاعتقال للمصلين وإبعاد المرابطين وحراس الأقصى إلى جانب تصاعد الإجراءات القمعية بحق القدس وبلداتها وأحيائها السكنية.

كما قامت شرطة الاحتلال بتركيب كاميرات للتعرف على هوية المصلين أمام مداخل الأقصى، بهدف عرقلة وصولهم وملاحقتهم وإلصاق التهم الكاذبة بحقه؛ للحد من وصولهم إلى المسجد.

وذكر الباحث في شؤون القدس أن مساحة الأرض المتبقية بيد المقدسيين 14% من مساحة القدس، الأمر الذى يعكس الهجمة الإسرائيلية على الأرض لصالح الاستيطان.

واستطرد: "الأمر الأكثر خطورة أنه بعد اعتراف الإدارة الأمريكية بشرعية ضم الاحتلال للمستوطنات فإن الاحتلال شرع بخطوات عملية من أجل ضم المستوطنات للقدس المحتلة، والإسراع في إقامة الجسور والأنفاق في المدينة كالقطار الخفيف الذي يصل المستوطنات بالأقصى والبلدة القديمة".

واستدل بخطوة إقامة "التلفريك الهوائي" الذي سيصل جبل الزيتون بالأقصى لتسهيل وصول عشرات الآلاف من المستوطنين إليه، وفتح المستوطنات على مصراعيها لدمجها في المدينة المقدسة.

وجدد خاطر أن "المستوطنات بموجب القانون الدولي غير شرعية، وكل ما يقوم به الاحتلال على الأرض باطل، لكن سياسة الأمر الواقع التي ينتهجها الاحتلال أثبتت أنها تخالف على مدى السنوات الطويلة هذه القرارات".