أفاد منسق تجمع "المدافعون عن حقوق الإنسان" الناشط بديع دويك، أن المشروع الاستيطاني الجديد في مدينة الخليل يهدف لإنشاء "الحي اليهودي الكبير" في المناطق الممتدة من قفيشة وتل الرميدة مرورًا بشارع الشهداء وغيث والسلايمة وحتى "كريات أربع".
وأشار دويك إلى أن ذلك يعني إتمام السيطرة على الحرم الإبراهيمي الذي تستولي (إسرائيل) على نصفه منذ عام 1994م، قائلًا: "لمسنا ذلك في اقتحام البيوت والضرب واعتقال عائلات الشرباتي وأبو شمسة اللتين ما زالتا تسكنان في خط المواجهة بالمناطق المغلقة".
كان وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت، قد أمر الأحد الماضي، بالبدء في التخطيط لبناء مستوطنة يهودية جديدة في سوق "الحسبة" المركزية بالبلدة القديمة من المدينة.
وأوضح دويك في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يستهدف بشكل مكثف الوجود والكينونة الفلسطينية في تلك المنطقة التي أصبحت للمستوطنين بشكل شبه كامل، مشيرًا إلى أن المشروع الجديد سيتصل عند نهايته بخط (60) الذي سيصله بمستوطنة "كريات أربع"، حيث يسلكه المستوطنون للوصول إلى مناطق الضفة الغربية ومستوطنات الخليل الأخرى.
وأفاد بأن المستوطنة الجديدة ستصل مستوطنات الضفة والقدس بمستوطنات الخليل: "كريات أربع"، و"ابراهام افينو"، و"بيت رومانو"، "مدرسة أسامة بن منقذ سابقًا"، وغيرها.
ولفت دويك إلى الاحتلال استطاع إفراغ شارع الشهداء من الوجود الفلسطيني فلم يتبقَّ سوى بضع عائلات يقدر عددها بنحو (80) عائلة تقطن في الجزء الشمالي منه، "وهؤلاء شهداء مع وقف التنفيذ"، إذْ يمعنون من كل مقومات الحياة الأساسية حيث استشهد عدد كبير منهم في أثناء نقلهم للعلاج عبر الحواجز الإسرائيلية.
ستسوء الأمور
وأشار إلى أن تنفيذ المخطط الاستيطاني الجديد سيزيد الأمور على الأرض سوءًا في الخليل التي قسمها الاحتلال بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي إلى مناطق (H1) و(H2) وهو ما أقرته السلطة في اتفاقها مع الاحتلال عام 97م حيث لا يستطيع فلسطيني غير مسجل في حواجز الاحتلال التنقل بين الجانبين.
وبين دويك أن الاستيطان في الخليل قديم جديد فهو ترجمة لسياسة الاحتلال بمصادرة مزيد من الأراضي، مشيرًا إلى أن ما يحدث على الأرض صيرورة طبيعية بالنسبة لاحتلال مارس جميع السياسات الاجرامية البشعة لترسيخ بقائه كما فعل الرجل الأبيض في أمريكا بقتل الملايين من السكان الأصليين.
واستدرك: "لكن شعبنا يرفض أن يواجه نفس مصير أهل أمريكا الأصليين وهو على مدار أكثر من مئة عام انتفض ضد سياسة قتل الشعب وطرده من ارضه بعدد من الثورات والانتفاضات التي تؤكد تمسكه بارضه وهويته".
وقال: "الإعلانات الإسرائيلية عن مستوطنة جديدة في الخليل تأتي في وقت تضاعف فيه الامتداد البشري للحرم الإبراهيمي بزحف آلاف المصلين إليه".
مجموعة حماة الحرم
ونبه دويك إلى أن مجموعة حماة الحرم الابراهيمي تعمل حاليًّا على تنشيط وتشجيع المواطنين لأداء الصلوات في الحرم حيث بدؤوا بالفجر وسيمتد ذلك لصلاتيْ المغرب والعشاء من خلال مجموعة من الحوافز التشجيعية لكسر الحاجز النفسي الذي يحول دون زيارتهم لمنطقة البلدة القديمة والحرم من تنكيل جنود الاحتلال بالشباب والعائلات.
وذكر أن تلك المجموعة استطاعت اختراق الحاجز النفسي ببيان أن الوصول للحرم أمرًا ليس مستحيلًا وإن كان صعبًا لعوامل احتلالية مما يتطلب التأكيد على فلسطينية وعروبة وإسلام المسجد الإبراهيمي.
وبين دويك أن الإعلان أتى بعد أن هب الناس للصلاة في الحرم الابراهيمي كإحدى الخطوات لتثبيط عزيمتهم وإحباطهم للاستسلام لسياسة الأمر الواقع، مؤكدًا أن توافد الفلسطينيين إلى الإبراهيمي بالآلاف يثبت تمسكهم به وأن درة تاج مدينة الخليل، وأحد مقومات الهوية الفلسطينية.