"طفلي خجول، انطوائي، يخاف مقابلة الناس"، لحظة، هل سألت نفسك عن السبب الذي جعله بهذه السمات؟، هل عزمت منذ ولادة طفلك أن تعلميه المهارات الاجتماعية الحسية والسمعية والبصرية حتى يكون شخصًا اجتماعيًّا، مجرد أن يدرك ويفهم ما يجري من حوله؟
أهم ما يجدر بالوالدين تعليمه طفلهما منذ الصغر هو المهارات الاجتماعية، وتفادي إسقاط شخصيتيهما اللتين بهما شيء من النواقص عليه، بل عليهما أن يبنيا شخصيته الاجتماعية بالتحدث إليه وفتح حوار معه، وإن كان لا يجيد الكلام بعد، والبعد عن الحرص الزائد والخوف من المجتمع بل دمجه فيه.
الاختصاصي الاجتماعي والنفسي زهير ملاخة يقول: "الطفل يولد بشخصية بيضاء جميلة، وتشكيل ملامح شخصيته السوية يبدأ بتعاون الوالدين معًا بالاتفاق على أسس التربية الصحيحة".
ويبين ملاخة لصحيفة "فلسطين" أن إفساح المجال للطفل التعبير عن ذاته ومشاعره، وإشراكه في الأنشطة مع الآخرين، وتركه يتحمل المسئولية، وتعليمه تقبل الآخر وألا يكون أنانيًّا وذاتيًّا، وحثه على الحديث أمام الآخرين، كلها عوامل ستجعله يكسر حاجز الخوف والخجل، وتنمي العطاء لديه، وتعلمه احترام الكبار.
ويشير إلى أن الاتصال والتواصل يعلمانه حسن الإنصات للآخر، مع النظر في عين المتحدث، وهذا ينمي لديه الحس السمعي والبصري والعاطفي.
والمهارات الحسية يمكن تنميتها بإشراك الطفل في أكثر من جانب: الجوانب الحسية واللفظية والرمزية، وكسر الانطواء والغربة بفتح حوارات معه لتنمية مهاراته اللغوية، وفي الوقت نفسه كسر حاجز الملل وإعطاؤه المجال للتعبير عن مشاعره وأفكار بالحوار، وفق حديث ملاخة.
ويدعو الآباء إلى تحمل المسئولية تجاه أبنائهم، واحتضانهم واصطحابهم في الزيارات العائلية، لافتًا إلى أن طلب المشورة والمساعدة في تربية الأبناء وتوظيفها لمصلحتهم ليس عيبًا ولا انتقاصًا منهم.
ويحذر ملاخة من أساليب التربية الخطأ التي تسبب عقدًا عند الأبناء، فمفهوم التربية عند بعض الآباء أن مهمتهم تقتصر على توفير الأكل والشرب، أما تخصيص وقت لهم واصطحابهم في نزهات عائلية فمهمة الأم فقط، وفي تلك الحال يشعر الأبناء بأن والدهم غير مهتم بتفاصيل حياتهم اليومية.
وينبه إلى أن الخوف الزائد على الأبناء من المجتمع يجعل بصيرتهم محدودة، تجعلهم يشعرون بالغربة و"الفوبيا" من المجتمع.
ويخلص ملاخة إلى أن عدم إدراك بعض المشاكل عند الأبناء مبكرًا يجعلها تتفاقم، لتتحول إلى مشاكل نفسية.