يحار كثيرون من محبي الزراعة المنزلية ما أسباب ذبول النباتات التي يزرعونها، فتارة يجدونها سليمة وذات أوراق خضراء تفرح الناظرين إليها، وفي أوقات أخرى يجدونها بدأت تذبل، مع أنهم يوفرون لها كل احتياجاتها، من وجهة نظرهم.
المهندس الزراعي عبد الله حسين التميمي يقول: "كثير من محبي الزراعة في البيوت يصادفون ذبولًا في النباتات المزروعة لديهم، دون أن يعرفوا ما الأسباب؛ فهم يروونها بالماء ويعرضونها للشمس".
ويوضح في حديث مع صحيفة "فلسطين" أن هناك أسبابًا عديدة لذبول النباتات، ولكن من أبرزها الخلل الذي يحدث في عملية الري، إما بالزيادة أو النقصان، فكلا الأمرين يمكن أن يضر النباتات بسبب حدوث اضطراب في الري.
ويتابع: "عملية امتصاص الماء تبدأ من جذور النبتة، وتحديدًا من الشعيرات الموجودة في الجذور، ولكي تؤمن الماء اللازم للنبتة ينبغي أن تؤمن الماء اللازم للتربة، ومن الضروري أن تكون التربة مناسبة لزراعة هذا النبات".
ويبين أن التربة المناسبة للزراعة يجب أن تحتوي على نحو 50% من الفراغات فيها، فيكون نصف هذا الفراغ خاصًّا بالماء والنصف الآخر ينبغي أن يشغله الهواء.
ويذكر أنه عندما تستهلك النبات الماء بسرعة أكبر من سرعة تعويض الماء لمنطقة الجذور، يُتوقع حصول الذبول، خاصة إذا كان الوقت في منتصف النهار إذ تكون الشمس والحرارة في أوجها، فتكون عملية التبخر بالرشح في أوجها أيضًا.
ويتابع: "أما في المساء فتنخفض درجة التبخر بالرشح إلى الانعدام، فيتجه الماء من منطقة التربة الرطبة إلى منطقة الجذور العطشة والأكثر نشافة، فتنتعش النبتة وتستعيد حيوتها ونضارتها ويذهب ذبولها".
ويوضح أن هذه العملية، الذبول في النهار والتعافي في الليل، هي عملية طبيعية يشار إليها بـ"الذبول المؤقت"، إذ إن حسن تنظيم جدولة الري يؤثر في التقليل من مدة هذا الذبول المؤقت.
ويشير التميمي إلى أن هناك نوعين من الذبول الذي قد يتأثر بقلة توافر الماء، الأول: الذبول المؤقت: وهو أمر طبيعي قد تمر النبتة به خلال النهار نتيجة عملية التبخر والرشح ثم تعود لتنتعش في الليل.
وتابع: "أما النوع الثاني فهو الذبول الدائم: وهو الذي لا يمكن للنبتة بعده أن تنتعش، حتى لو حاولنا أن نرويها، ويحصل عندما تكون النبتة قد استهلكت كل الماء في التربة، وتجاوزت حجم النضوب المقبول، فوصلت إلى نقطة الذبول الدائم ثم تموت".
ويفيد التميمي أن النبات يمكن أن يموت أيضًا بسبب كثرة الماء في التربة؛ فهذا يمكن أن يؤدي إلى ذبوله ثم موته، منبهًا إلى أن الجذور بحاجة إلى الهواء في التربة كما هي بحاجة إلى الماء لكي تعمل جيدًا.
ويكمل: "عندما نملأ كل الفراغات حول محيط الجذور، فلن تتمكن النبتة من أخذ ولو قطرة واحدة من الماء بسبب عدم وجود عنصر الهواء في التربة، ما يؤدي في النهاية إلى ذبولها ثم موتها".