كرة القدم كانت هواية وحيد رباح الأولى، يمارسها في الأندية، والملاعب الشعبية أيضًا، في بغداد، حيث كان يعيش طفولته، حتى عاد شابًّا إلى غزة وحدث التحول في حياته تجاه هذه اللعبة، حينما بترت قدمه في اجتياح الاحتلال سنة 2006م للبريج وسط قطاع غزة، ما أجبره على تركها.
إعاقة الشاب الرياضي رباح لم تكن نهاية العالم عنده، فاتجه نحو البحث عن رياضات تناسب حالته بعد الإصابة، احترف لعبة الجلة والرمح والقرص، وحقق بها ميداليات فضية وبرونزية، إضافة إلى كرة الطائرة.
واليوم يعود "رباح" إلى ملاعب الساحرة المستديرة من جديد، ولكن بعكازين وقدم واحدة، للعب رياضة كرة القدم لمبتوري الأطراف ضن فريق أبطال الوسطى، وهذه الرياضة حديثة عهد بها فلسطين التي استطاعت أن تكون السباقة في تشكيل فريق ليكون من أوائل الأفرقة في الشرق الأوسط.
فكرة تشكيل فريق لكرة القدم من مبتوري الأطراف عرضت عليه في البداية معاقًا رياضيًّا حقق إنجازات، فلم يتردد ثانية، فبدأ الفريق قبل عام بستة لاعبين، واليوم صار هناك خمسة أفرقة بـ70 لاعبًا تنافسوا في الدوري المحلي الذي أقيم على مستوى محافظات قطاع غزة.
يفخر رباح بأنه أحد مؤسسي هذه الرياضة في الوطن، قائلًا لصحيفة "فلسطين": "أنا أكبر لاعب سنًّا في الفريق إذ أبلغ 45 سنة، لاعبًا محترفًا، ما أتطلع إليه التأسيس للعبة ووضع قواعد صحيحة لها، وترويجها ودعوة الجمهور لحضورها مثل باقي الرياضات، ونتطلع إلى منافسة فرق عربية ودولية".
ويشير إلى أنه يسعى إلى تشكيل منتخب فلسطين لكرة القدم لذوي البتر، والترويج لهذه اللعبة في الضفة الغربية، واللعب مع الدوري الأوروبي الأقوى والأشهر عالميًّا.
ويلفت رباح إلى أن عددًا من لاعبي كرة القدم لذوي البتر شاركوا في شهر يوليو الماضي في اللعب مع فريق فرنسا، بهدف الترويج لهذه اللعبة ومساندة اللاعبين.
وأقوى العقبات التي تواجه لاعبي هذه الرياضة ضرورة توفير عكازات باستمرار، لأنها تتكسر في أثناء اللعب أكثر من مرة، فضلًا عن عدم وجود ملاعب مخصصة ومهيأة للمعاقين، ما يضطرهم إلى استئجار ملاعب للتدريب، وهذا يحتاج إلى دعم وتمويل من الصعب توفيره.
ويطالب رباح بدعم رياضة كرة القدم لمبتوري الأطراف، لدعم ذوي الإعاقة ودمجهم أكثر في المجتمع، حتى يفيدوا غيرهم ويستفيدوا أيضًا، ويفرغوا الطاقات الكامنة في داخلهم.
ويشير إلى أن أغلب الإنجازات التي حققتها فلسطين السنوات الماضية كانت من طريق لاعبين من ذوي الإعاقة، وكونت اسمًا وازنًا على مستوى المنافسات الدولية، والطموح إلى جعل رياضة كرة القدم لذوي البتر تحقق إنجازات أيضًا.
ويلفت رباح إلى أن النجاحات وحصد المراكز الأولى عادة ما تحققهما الرياضات الفردية، أما الرياضات الجماعية فقليلة هي إنجازاتها، مرجعًا السبب إلى أن الرياضات الجماعية تحتاج إلى دعم وتمويل أكبر وجهد أكبر من الفردية، لذا المؤسسات المحلية والرسمية لا تتجه نحو تمويلها ودعمها.