فلسطين أون لاين

انتبهي.. طفلك "يستغلك"

...
أسماء صرصور

العلاقة بين الأطفال والأمهات وطيدة جدًّا، لا يفهمها كثير من الناس ولا يعون أهميتها، بل يعتقد بعضهم أن الأطفال لا يشعرون ولا يفهمون طبيعة علاقتهم بأهليهم، والحقيقة مخالفة لذلك تمامًا؛ فحديثو الولادة حتى دون السنة لديهم القدرة الكافية لاستغلال الوالدين معًا، والأم بالدرجة الأولى.

وعن ذلك يسرد طبيب الأطفال د. سعيد صلاح تفاصيل أكثر، قائلًا في بداية حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "إن اعتقاد أن الطفل الرضيع يحب أن يأخذ ثدي أمه باستمرار -وربما 24 ساعة- خطأ، والأطباء يقولون لا، فلابد من عملية التنظيم، مرة كل ساعتين".

ويتابع: "تبدأ الأم بالثدي الأيمن، ثم الأيسر، مدة يسيرة من الزمن، فإذا اعتاد الطفل ذلك يصبح طبيعيًّا"، مستدركًا: "لكن إذا عودت الأم الطفل أن يرضع من ثديها طوال اليوم؛ فهذا يسبب مشاكل للطفل والأم".

وينصح طبيب الأطفال الأم أن تتجنب هذه العادة السيئة (وضع الرضيع على ثدييها طوال اليوم)؛ ما يشغلها عن الواجبات التي عليها، وقد تصاب بآلام في الثدي، وتشقق في حلمات الصدر.

أما النقطة الثانية التي يشير إليها فهي أن الأطفال يحبون أن يكونوا ملاصقين للأم، وهذا لا مانع منه، وهو شيء طبيعي، منبهًا الأم إلى أنها عليها أن تعود طفلها أن تتركه بعد عملية الرضاعة على أن يكون نظيفًا، لتمارس واجباتها اليومية في البيت.

"ودائمًا ما ننصح الأم –يقول صلاح- أن تكون حول الطفل، لا أن يكون هو في حضنها، وألا تكون 24 ساعة مشغولة به".

ويلفت إلى أن الطفل يحب أن يكون كل شيء له، ولهذا يستغل ظاهرة البكاء، وقد يصل في البكاء إلى درجة التشنج، خاصة من سن ستة أشهر إلى 36 شهرًا، أي حتى سن ثلاث سنوات تقريبًا.

وينصح طبيب الأطفال الأمهات في هذه الحالة أن تترك الطفل ولا تلبي له رغباته الخارجة عن المنطق، وتعطيه ما يكون مناسبًا له ووفق النظام، أما أن تلبي رغباته بمجرد أن يبكي فذلك سيعود الطفل عادات خطأ، منها أن كل شيء سيكون له، وأن البكاء طريقه السهل لتحقيق رغباته.

أخيرًا الغيرة عند الأطفال، يقول عنها: "عندما يأتي مولود جديد، فالطفل الأول تتغير سلوكياته مباشرة، والأهل عن قصد أو دون قصد يهملوا الطفل الجديد لإرضاء الطفل الأول".

ويؤكد صلاح أن التصرف المنطقي والصحيح تعليم الطفل أن له أخًا، وأن يحبه، وعلى الأم أن تظهر علامات الحب للطفلين بالتساوي، دون الاهتمام الشديد بالطفل الجديد أو الأول خوفًا من غيرته، ناصحًا الأم أن تحاول جعل هذا الطفل يؤالف أخاه، وتشركه في الاهتمام به على قدر استطاعته، ومع مرور الوقت سيقبل هذا الواقع.