فلسطين أون لاين

ويحق لولي الأمر تعزيره

تعذيب الأب لأبنائه تجرمه الشريعة الإسلامية

...
غزة/ مريم الشوبكي:

 

تحت ذريعة أنه يقوم على تأديب ابنه، يقدم بعض الآباء على ضرب أبنائهم ضربا مبرحا، أو يعذبونهم نفسيا وجسديا بمنع الأكل والشرب وتوفير المأوى الجيد، ويدعي أنه الأعرف بمصلحة ولده لأن تعذيبه سيجعل الولد يكف عن فعل الخطأ مرة ثانية.

قال رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح عدنان حسان : " خلق الله الإنسان وكرمه ابتداء بتكوين الأسرة من حسن اختيار الزوج لزوجته والعكس أيضا، حسن الاختيار يؤدي إلى أسرة مفيدة ومستقرة".

وأضاف حسان لـ"فلسطين" : "منهجية الإسلام في إعانة الآباء على فعل الخير بالتربية الصالحة أن يعلموا أبناءهم القرآن الكريم، والعلم العام ليكونوا نافعين في المجتمع، ومطالبين بالمساواة بين أبنائهم في المعاملة والتربية، وجعلت الشريعة الاسلامية النفقة على الأب، مع معاونة زوجته في التربية".

وبين أن الأب والأم مطالبان بأن ينجوا بأبنائهم من نار جهنم بالتربية وحسن الإعداد، يقول تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".

وأوضح حسان أن الأبناء نعمة من الواجب أن يشكر الإنسان الله عليها، وأن يحافظ عليها بالاهتمام بصحتهم، وطعامهم، وشرابهم، وملبسهم، ومسكنهم.

وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "مَن وَلد له ولد فليحسن اسمه وأدبه فإذا بلغ ولم يزوجه فأصاب إثماً فإنما إثمه على أبيه»." أما عن حدود النفقة، قال تعالى: " وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ".

وأشار حسان إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر الآباء من تضييع الأبناء والأسرة, قال رسول الله : كفى بالمرء إثماً أن يضيّع من يَقُوت ".

ولفت إلى أن الضرب والتأديب لهما شقان عند الفقهاء ما قبل البلوغ وما بعده، تأديب الأب لولده الصغير إذا فعل أمرا فيه مضرة في الدين أو في النفس، بحيث ألا يزيد عن عشر ضربات وألا يترك أثرا ولا يكسر عظما، أو يضرب ضربا مبرحا، وألا يضرب على الوجه".

وأكد حسان أنه قبل السابعة مهمة الأب تقتصر على التوجيه والنصح والإرشاد وليس فيها ضرب إلا نادرا، أما ما بعد السابعة إلى ما قبل البلوغ لا يجوز فيها الضرب أيضا.

والتعامل مع الابن بعد البلوغ له طريقة أخرى في الشريعة الإسلامية، بين أنه عند بلوغ ولده فإنه لا يجوز أن يؤدبه، إن الولد البالغ تكون قد ارتفعت عنه ولاية والده، وتنتقل إلى ما هو أعلى منه رتبة وهو الولي والحاكم.

وهناك رأي آخر لدى الفقهاء، بأن الرأي الثاني يجوز للأب تأديب ولده  سواء كان متزوجا أم منفردا- بحسب حسان .

ومن باب التأديب يتجه بعض الآباء لتعذيب أبنائهم ومنع الطعام والشراب عنهم، أجاب حسان : " الأب آثم بفعله وقد خالف شرع الله فإذا ضيع من يعول وهو واجب عليه توفير كل ما يلزمه سيما كان صغيرا لا يقدر أن يعمل، ومنعه من النوم المريح فإنه فيه جحود، والاب يعزر لاشتداده على أبنائه ومنعه حقوقهم ".

وتابع : " أما حبس الأب لأبنائه وتعذيبهم من الجرائم وواجب على الإمام أن يعزر الأب والذي يخالف طبيعة الانسان وهي الرحمة التي أودعها الله في قلوب الناس".

وشدد على أن السب والشتم والتوبيخ بأبشع الألفاظ نهى الإسلام عنها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا باللَّعَّانِ. ولا بالفاحشِ ولا بالبذيءِ»، كما نهى الإسلام أن يؤدب الأب ابنه وهو غضبان لأن الغضب يخرجه من طور الإنسانية.