لقي أوبريت موسيقي يمدح رئيس السلطة محمود عباس تفاعلا واسعا بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، انقسم بين سخريةٍ من محتوى الأوبريت الذي يتناقض مع مواقف سلطة عباس السياسية التفاوضية، وسخطٍ على اهتمام السلطة بتمجيد عباس في الوقت الذي يتغول فيه الاحتلال على الإنسان والأرض الفلسطينيين.

وأنتج الأوبريت، الذي حمل عنوان "ملاك السلام"، تلفزيون فلسطين التابع للسلطة في رام الله بمشاركة بعض الهيئات المحلية.

وطوال 10 دقائق يمجد الأوبريت عباس ويوجه له رسائل "الاعتزاز"، و"الفخر"، و"الشكر" الذي يُفترض أن الفلسطينيين يشعرون به تجاه رئيس السلطة.

ولكن سرعان ما ظهر عكس ذلك تماما، إذ انتقدت شريحة واسعة من رواد منصات التواصل الاجتماعي (الرسائل المتناقضة) التي حملها الأوبريت، والتبجيل الأعمى لرئيس السلطة بأسلوب بات منتهي الصلاحية، فضلا عن أن الأغنية تمجد نهجا ثبت فشله وهو مسار التسوية والمفاوضات مع الاحتلال من أجل تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وفي الوقت الذي يحارب فيه عباس وأجهزته الأمنية المقاومةَ في الضفة الغربية ويعلن استعداده لاعتقال كل من يرفع سكينا أو يطلق رصاصة على الاحتلال، يقول أحد مقاطع العمل الفني، الذي يظهر أنه باهظ التكلفة: (في كفك غصن السلام وبكفك الأخرى رصاص، تعثرت أرتال العد.. بالحنكة المتوقدة، جردت أنياب الطغاة ومخالبًا مترصدة).

وانتقد النشطاء كذلك وصف عباس بـ "ملاك السلام" في ظل أن سجون السلطة من شمال الضفة الغربية إلى أقصى جنوبها تعج بالنشطاء والمعارضين السياسيين الذين يتعرضون للتعذيب والمضايقات من عناصر الأجهزة الأمنية.

ونتيجة للمعدل الكبير من التفاعل السلبي مع الأوبريت أقدمت إدارة منصة "يوتيوب" على حذف الفيديو، قبل أن يعاود تلفزيون فلسطين نشره مجددا، وقد ظهر مرة أخرى أن نحو 90% ممن شاهدوا أوبريت "ملاك السلام" أبدوا عدم إعجابهم عبر أيقونة "لم يعجبني".