أكد إعلاميون وأكاديميون أهمية دور الأفلام باختلاف أنواعها في رواية القضية الوطنية، داعين إلى ضرورة مزاحمة رواية الاحتلال الإسرائيلي في كل المحافل والمنابر الإقليمية والدولية، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة دعم صناعة الأفلام في المجتمع الفلسطيني.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان: "صناعة الأفلام.. بصمة إبداعية في رواية القضية"، نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بالتعاون مع كلية الإعلام بجامعة فلسطين في قاعة القدس بمقر الجامعة بغزة، اليوم الأربعاء وذلك في إطار فعاليات ترويج مهرجان العودة الدولي للأفلام. وشارك في الندوة طلبة الإعلام في الجامعة إلى جانب إدارة وأساتذة كلية الإعلام بالجامعة.
ورحبت عميد كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات بالجامعة د. حنان العكلوك بوفد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين وطلبة الإعلام، مبدية اهتمامها باستمرار التعاون مع المنتدى لخدمة طلبة الإعلام وتطوير مهاراتهم في الجانب العملي، حاثة الطلبة على التفاعل مع فعاليات مهرجان العودة الدولي للأفلام.
بدوره، استعرض رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان العودة الدولي للأفلام إبراهيم مسلم، آخر المستجدات والتطورات المتعلقة بالمهرجان، مشيراً إلى انطلاق الاستعدادات والترتيبات لإقامته نهاية الشهر الجاري، حاثاً طلبة الإعلام على استثمار الفرصة بتقديم أفلام لاسيما أفلام الموبايل.
وبين أن المهرجان جرى إطلاقه منتصف شهر أغسطس الماضي في إطار السعي لدعم الرواية الوطنية، وقال: "المشاركة في المهرجان متاحة للأفراد والمؤسسات على حداء سواء، وهناك جوائز قيمة تبلغ قيمتها حوالي 15 ألف دولار لفئات المسابقة التي تشمل الأفلام الوثائقية بأنواعها والدرامية والكرتونية والموبايل"، منوهاً لدور الأفلام بتوثيق أحداث مسيرات العودة الكبرى كحالة ثورية في المشهد الفلسطيني.
وأضاف مسلم أن الأفلام تخاطب العالم بلغة يفهمها، ويمكنها إيصال الرسالة والصوت والصورة الفلسطينية إلى مختلف أنحاء العالم، مثنياً على تجاوب كلية الإعلام وتكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين مع منتدى الإعلاميين الفلسطينيين لإنجاح فعاليات المهرجان التي تمتد بعد إعلان الفائزين بالجوائز من خلال مرحلة عرض الأفلام الفائزة.
صراع الرواية
من جانبه، تحدث مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين محمد ياسين عن أبعاد صراع الرواية مع الاحتلال الإسرائيلي، ومضى يقول: "الصراع والاشتباك العسكري مع الاحتلال مهما امتد فهو محدود زمنياً بأيام أو أسابيع محددة، بينما صراع الرواية مستمر على مدار اللحظة، ولا يتوقف مادامت الصحف تطبع والإذاعات تنطق والفضائيات تبث والمواقع والوكالات تنشر، كما أن الصراع العسكري محدود جغرافياً بالأرض الفلسطينية، بينما صراع الرواية يمتد ليشمل كل ذاكرة وقلب وضمير في هذا العالم".
وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحفيين لإدراكه خطورة صراع الرواية ودور فرسان الإعلام الفلسطيني في فضح جرائمه أمام العالم"، مشيراً إلى استشهاد الزميل ياسر مرتجى والزميل أحمد أبو حسين خلال تغطيتهم لمسيرات العودة، فضلاً عن إصابة أكثر من 200 صحفي، مستشهداً أيضا بتعمد استهداف الزميل معاذ عمارنة في عينه، وكذلك الزميل عطية درويش والزميل سامي مصران.
وأكد ياسين أن أبواب منتدى الإعلاميين الفلسطينيين مفتوحة أمام إدارة كلية الإعلام بجامعة فلسطين والطلبة للتعاون في مختلف المجالات التي تعزز مهاراتهم، داعياً الطلبة إلى الاستعداد بكاميراتهم وأقلامهم وحناجرهم لتوثيق الملاحم البطولية التي يسطرها الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، تحدث الإعلامي رشدي السراج منتج أفلام وثائقية، عن صناعة الأفلام ودورها المميز في رواية القضية الوطنية بلغة يفهمها العالم، مبيناً أن الاهتمام بصناعة الأفلام يتنامى في المجتمع الفلسطيني بخلاف الماضي، مستشهداً بعدد من الأفلام التي جرى إنتاجها في قطاع غزة وحازت على جوائز دولية، و"كانت خير سفير يروي حكاية الشعب الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي".
وتطرق إلى متطلبات الفيلم الوثائقي الناجح، وفي مقدمتها ضرورة معايشة أدق تفاصيل معاناة محور حكاية الفيلم المراد إنتاجه، مشيراً إلى دور الشهيد الصحفي ياسر مرتجى في توثيق حادثة الطفلة بيسان ضاهر التي جرى انتشالها من تحت الركام إثر قصف إسرائيلي استهداف منزل أسرتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، مؤكداً ضرورة الاهتمام بترجمة الأفلام إلى اللغات المختلفة لإيصال الرسالة الفلسطينية.
وأشار منتج الأفلام السراج إلى جاهزيته التامة للتعاون مع الطلبة لإنضاج أفكارهم وتذليل العقبات أمامهم في طريق صناعة الأفلام، مبيناً أن الأفلام بإمكانها نقل معاناة الشعب الفلسطيني بأدق التفاصيل وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتهك أبسط حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.