أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن عدوى فيروس البرد الشائع يمكن أن تنتقل من الأمهات الحوامل إلى أطفالهن الذين لم يولدوا بعد عبر المشيمة.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة تولين الأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (PLOS ONE) العلمية.
وأوضح الباحثون أنه أثناء الحمل تعمل المشيمة كحارس البوابة لتوفير التغذية الأساسية من الأم إلى الجنين، مع التصدي لمسببات الأمراض المحتملة التي يمكن أن تنتقل إلى الجنين خلال فترة الحمل.
واكتشف العلماء أن هذا الحاجز ليس منيعا كما كان يُعتقد من قبل؛ حيث أظهرت الدراسات الحديثة كيف يمكن لفيروسات مثل زيكا اختراق دفاعات المشيمة والوصول إلى الجنين.
وباستخدام مشيمة تم التبرع بها، عزل الباحثون 3 أنواع رئيسية من الخلايا، وفحصوها في المختبر على فيروس المخلوي التنفسي، الذي يسبب نزلات البرد الشائعة.
واكتشف الباحثون أن نوعين من الخلايا الرئيسية المشتقة من المشيمة لدى الحوامل، كانا أكثر عرضة للإصابة بعدوى نزلات البرد الشائعة، فيما كان للنوع الثالث نشاط محدود في الحد من تكاثر الفيروس.
وعن خطورة انتقال فيروس المخلوي التنفسي المسبب لنزلات البرد من الأم إلى الجنين، أشار الباحثون إلى أن الفيروس يهاجم أنسجة الرئة داخل الجنين، ما يسبب عدوى قد تهيئ الذرية لتطور خطر الإصابة بمرض الربو في مرحلة الطفولة.
وقال جيوفاني بيديمونتي، قائد فريق البحث: "هذا هو أول دليل على أن فيروس البرد الشائع يمكن أن يصيب المشيمة البشرية، وينتقل من الأم إلى الجنين".
وأضاف أن "نتائج الدراسة تدعم نظريتنا أنه عندما تصاب المرأة بنزلة برد أثناء الحمل، يمكن أن ينتقل الفيروس الذي يسبب العدوى من الأم إلى الجنين، ويسبب عدوى رئوية حتى قبل الولادة".