طمأن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خليل الحية، المواطنين في قطاع غزة بأن المستشفى الميداني الأمريكي الذي تجري أعمال تشييده شمالي قطاع غزة، ستحدد مهامه في تقديم الخدمة الطبية للمواطنين، كاشفًا عن أن حماس هي من حددت بوضوح مكان إقامته على بعد مئات الأمتار من السلك الفاصل.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها الحية لقناة الميادين الفضائية على هامش زيارة يجريها إلى لبنان برفقة وفد من قيادي من حماس.
وقال الحية إن المستشفى لم تفرض علينا بل نحن وافقنا عليها، لتقدم الخدمة المطلوبة للمواطنين وهي تخضع للاختبار حاليًا، مشددا على أن أي إخلال أمني تراقبه الأجهزة الأمنية والمقاومة بغزة.
وأضاف في هذا السياق، "إما أن تكون المستشفى رافعة إنسانية لشعبنا لتلبية احتياجاته الطبية، أو سنطلب مغادرتها فورًا، ولن نتردد لحظة في هذا القرار".
ونوه إلى أن إقامة هذا المستشفى يأتي ضمن تفاهمات تخفيف الحصار عن قطاع غزة التي جرت بين فصائل المقاومة وسلطات الاحتلال، لافتًا إلى أن حماس وافقت عليه بعد أن عُرض عليها مقترح تشييد المستشفى الذي تشرف عليه جمعية خيرية نفذت مشاريع مشابهة في بعض مناطق النزاعات.
وتابع أن حماس هي من حددت بوضوح مكان إقامة المستشفى، وهي تبتعد مئات الأمتار عن السك الأمني الفاصل، ولا يصل إليها ضمن الاتفاق أي مواطن فلسطيني إلا بتحويلة رسمية من وزارة الصحة بغزة وبقرار طبي منها، مضيفًا أن الوزارة تدير المستشفى في بعده الفني الصحي وهناك شراكة في إدارة.
وأشار الحية في سياق آخر إلى أن قرار حماس وقوى شعبنا في غزة أن تبقى مسيرة العودة حالة وطنية كفاحية بصورتها الشعبية، منوهًا إلى أنها تخضع لتقدير قيادة المسيرات.
ووصف قرار تجميد فعاليات مسيرات العودة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة بأنه صائب، ونبع من قرار داخلي لقيادتها تقديرًا للمصلحة الوطنية بالدرجة الأولى، ولكبح جماح العدو الإسرائيلي سعيًا للخروج من أزماته، خاصة في ظل فشله في إنجاز حكومة.
لكنه رأى أن هذه الأسابيع الثلاثة "كافية"، داعيًا قيادة المسيرات إلى إعادة استئنافها من جديد، ابتداءً من الأسبوع الحالي، مشددًا على أنها "ستنطلق بقوة وعنفوان لتبقى في مواجهة الاحتلال".
وبشأن ملف الانتخابات، أكد أن نظرة حماس لهذا الاستحقاق أنه خطوة إيجابية، بحيث أزاحت الحركة كل العقبات أمام إجرائها لتريح رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح ودفعهم للاتجاه نحوها كملاذ لتحقيق الوحدة الفلسطينية.
من جانب آخر، نفى الحية صحة الأنباء التي تتحدث عن وجود محادثات لإبرام هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذا الأمر صعب المنال، فالعدو لا يكف يده عن القتل والارهاب وسفك الدماء "وحقنا أن ندافع عن شعبنا بل أن نقاوم هذا الاحتلال".
وأكد أن حماس يهمها أن تنجز صفقة تبادل أسرى حقيقية وطواقمنا التفاوضية جاهزة ومطالبنا يعرفها العدو والوسطاء، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن العدو ليس جادًا في إبرام صفقة في وضعه الطبيعي فكيف الآن وهو يشهد حالة من التعقيد السياسي.
ورأى أن الاحتلال يستخدم الحديث عن قرب إتمام صفقة تبادل الأسرى إعلاميًا "لطمأنة الشارع الصهيوني"، داعيًا وسائل الإعلام الفلسطينية إلى توخي الدقة في تناقل المعلومات حول هذا الملف مراعاة لمشاعر الأسرى وعائلاتهم.
وشدد على أن العلاقة مع حركة الجهاد الإسلامي "متينة وقوية وراسخة"، منوهًا إلى لقاءات جمعت قيادتي الحركتين بعد العدوان الإسرائيلي الذي أعقب اغتيال القيادي "أبو العطا".
وأكد أن رهان حماس والشعب الفلسطيني على توازن الردع الذي أحدثته المقاومة الفلسطينية الموحدة عبر غرفة العمليات المشتركة في حال خرق الاحتلال تفاهمات التهدئة.
وأضاف أنه إذا اندلعت الحرب الشاملة ضد الاحتلال فعلى كل قوى المقاومة في المنطقة المشاركة في المعركة.