بعد ساعات قليلة من مغادرة رئيس وزراء رام الله محمد اشتية اعتصام الأسرى المحررين وسط مدينة رام الله دون حل قضيتهم، بعد قمعهم من قبل أجهزة أمن السلطة وهدم خيامهم، بقي الأسرى المحررون وحدهم، يفترشون ما تبقى لهم من أفرشة بعد إزالتها ومصادرة معظم حاجياتهم من قبل العناصر الأمنية.
مع دخول ساعات الليل، اشتد البرد على المعتصمين وسط رام الله، و لم تفلح محاولة المحررين تدفئة أنفسهم بما تبقى معهم من أغطية.
واضطر جميع الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الـ18 على التوالي، وتناول الماء لليوم الثاني، احتجاجاً على عدم حل قضيتهم وإعادة رواتبهم التي قطعتها السلطة منذ 12 عاما، دون سبب قانوني، إلى افتراش الأرض بسبب مصادرة فرشاتهم من قبل أجهزة الأمن.
وقمعت أجهزة السلطة، اعتصام الأسرى المحررين بالقوة، فجر الأربعاء الماضي، واقتادت عدد منهم إلى منطقة بعيدة، وهدمت خيامهم واعتدت عليهم، وذلك بالتزامن مع استشهاد الأسير سامي أبو دياك في سجون الاحتلال.
الأسير المحرر ناصر عرفات، من بين المعتصمين، يصف أول ليلة من ليالي الاعتصام بعد هدم خيامهم بأنها "فعلا كانت الليلة الأولى بعد قمع الاعتصام، من أصعب الليالي التي عشناها في ميدان أبوعمار وسط رام الله منذ أكثر من شهر، إذ لا يوجد خيام ننام في داخلها تخفف علينا شدة البرد بعد اقتلاعها من الأجهزة الأمنية".
ويضيف عرفات لصحيفة "فلسطين": جميع المحررين هنا (35 معتصما)، افترشوا الأرض، وعانوا من شدة البرد، في ظل تعنت السلطة بحل قضيتهم، والاكتفاء بإطلاق تعهدات فقط، دون إعطاء موعد نهائي لإنهاء الأزمة، وصرف الرواتب المقطوعة بسبب الانتماء السياسي.
وأكد الأسير المحرر أنهم مصممون على استمرار إضرابهم المفتوح عن الماء والطعام، وفي ظل سحب الإمكانيات كالخيام، والفراش، حتى ينتزعوا جميع حقوقهم، وإعادة رواتبهم المقطوعة.
وأوضح عرفات أن المحررين قرروا عدم التراجع عن إضرابهم المفتوح عن الطعام والماء، حتى يتم إنهاء قضيتهم، حتى ولو تم اعتقالهم جميعاً من أمن السلطة.
وأشار إلى أن اشتية قدم إليهم بعد قمع الأجهزة الأمنية الاعتصام، وأعلن عن مبادرة مقابل كسر المعتصمين إضرابهم عن الماء، ولكن عند الاجتماع معه لم يقدم أي حل للمحررين، لذلك عاد الجميع للتوقف عن شرب الماء من جديد.
وتابع القول: اشتية قالها بشكل واضح وصريح إن الحل ليس بيده ولكن هو لدى رئيس السلطة محمود عباس، ومدير جهاز المخابرات ماجد فرج، وهم مسافرون، لذلك خرجنا من الاجتماع معه دون أي نتائج.
وتساءل الأسير المحرر عن عدم امتلاك رئيس حكومة، يشغل منصب وزير الداخلية إلى جانب منصبه الأساسي، صلاحيات لإنهاء أزمة رواتب أسرى محررين، وربط حلها بضابط أمن أقل منه في المستوى الوظيفي؟
ويشير الى توافد العديد من الشخصيات السياسية في الضفة الغربية، الى مقر اعتصامهم، وعرضوا مبادرة جديدة مقابل كسرهم إضرابهم عن شرب الماء، ولكن قوبلت بالرفض، بسبب عدم الخروج بأي نتيجة من اجتماعهم مع اشتية.