وصفت شخصيات سياسية فلسطينية، الاحتجاجات التي دعت لها السلطة ضد السياسات الأمريكية الداعمة للاستيطان بالضفة الغربية المحتلة بأنها "شكلية" وغير مجدية، مؤكدين أن سياسات السلطة على الأرض تناقض ما تقوم به من احتجاجات لافتقارها للوحدة الوطنية "الضمان الأساسي" لنجاح أي فعل مناهض للاحتلال الإسرائيلي.
وكانت السلطة في رام الله قد دعت لاعتبار يوم أول من أمس، يوم غضب للتعبير عن "رفض الشعب الفلسطيني لكل المخططات الصهيوأميركية بحق القضية الفلسطينية".
دون هدف
وأكد رئيس تجمع الشخصيات المستقلة، خليل عساف أن أي حركة احتجاجية أو نضالية لكي تنجح تحتاج لأن يكون لها هدف وشيء تريد إنجازه، قائلاً:" لا يمكن للسلطة أن تحقق أي إنجاز ما دام الانقسام الداخلي موجود فأي دعوة لتحرك نضالي هو ضحك على الناس وتضييع لدمائهم".
وأضاف لصحيفة "فلسطين": لن ننجح بوجود عداوات داخلية ومَنْ يزرع الحقد والفتن ويحمل النوايا السيئة من القيادات ذوي الكلمة المسموعة، متابعاً بالقول: ولن ننجح ما دام أن هناك مواطنيْ درجة أولى وآخرين درجة ثانية ووجود الاستفراد بالقرار والظلم وغيرها من السياسات المؤلمة على أرض الواقع.
ومضى بالقول: فالشعب الفلسطيني بالضفة يعاني حالة من القهر بسبب قياداته فأي محاولة لاستنهاضه من قبل تلك القيادة لن تفلح قبل أن يسود القانون ويطبق على الجميع وتتحقق الشراكة الوطنية واحترام الرأي والرأي الآخر.
وتابع: بزوال الظلم من الداخل فإن الشعوب تستنهض وتدفع ثمن حريتها الدماء، أما دون قيادة موحدة وعادلة فلا يمكن أن يجابه شعبنا السياسات الأمريكية الظالمة.
وأردف بالقول:" مَنْ يريد الخير للوطن لا يظلم أبناء شعبه ولا يستبيح أعراضهم ولا دماءهم ولا قوتهم ولا علاجهم ولا يؤذي كرامة أحد منهم، فشعبنا صابر ومرابط وأي اعتداء على كرامته بمثابة اعتداء على المقدسات".
ومضى بالقول:" لكي تكون احتجاجاتنا مسموعة يجب ألا تكون موسمية حتى لا تكون مجرد تضييع للوقت وهدر للطاقات بلا فائدة وتضييع للوقت".
عدم ثقة
بدوره، اعتبر النائب بالمجلس التشريعي عن محافظة طولكرم فتحي القرعاوي أن الاحتجاجات التي دعت إليها السلطة ضد السياسات الأمريكية لم ترتقِ ليوم غضب لعدم ثقة الشارع الفلسطيني بها.
وأوضح أن دور السلطة السلبي تجاه ممارسات الاحتلال اليومية يجعل من الصعوبة أن يستجيب لها الشعب في احتجاجات ضد قضايا رئيسية كالاستيطان.
وأضاف:" فموقف السلطة السلبي من إجراءات الإدارة الأمريكية الداعمة بشكل كامل للاحتلال وتقاعسها عن توضيح سلبيات تلك الإجراءات للعالم والوطن العربي وعدم لجوئها للاتحاد مع فصائل شعبنا الوازنة يجعلها غير قادرة على مواجهة الضغوطات التي تمارس على القضية الفلسطينية".
وأبدى أسفه لكون السلطة غير معنية بتوحيد الشارع الفلسطيني للوقوف أمام تلك السياسات وأنها تتعامل مع ذلك بنوع من اللامبالاة بل هي غير معنية بترتيب الوضع الداخلي لـ"فتح" نفسها التي يشوبها الكثير من الخلافات.
وتابع:" فما تقوم به من بعض الفعاليات ليس على مستوى الحدث والغضب ومعاناة ودماء شعبنا فالشعب يعاني اقتصادياً وسياسياً ومن الصمت على جميع الجهات عربياً وعالمياً".
احتجاجات شكلية
من جانبه، اعتبر النائب بالمجلس التشريعي عبد الرحمن زيدان أن الاحتجاجات ضد السياسات الأمريكية شيء طبيعي، مستدركاً بالقول:" لكن المشكلة أن السلطة لا تسير وفق احتجاجات سياسية مبرمجة وحقيقية بل لأجل هدف سياسي آني لا يحرر أوطاناً ولا يسترد حقوقاً".
وقال: تلك الاحتجاجات ليس لها مردود سياسي ولن تؤثر إيجابياً على الحق الفلسطيني حيث لا تشهد إقبالاً شعبياً لكونها لا تسير ضمن برنامج نضالي بل وفقاً لأهداف سياسية دعائية قصيرة ليس أكثر.
وأضاف زيدان:" فالاحتجاجات الموسمية لا تستمر ولا تؤتي ثماراً، ولا تقنع الشعب كي يلتحم بها لكونها غير خاضعة لمنهج يقابل السياسات الأمريكية الممنهجة القائمة على دعم (إسرائيل) طوال الوقت وتثبيت أمنها والخطوات الأخيرة ضمن "صفقة القرن" كالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل) ودعم الاستيطان وضم الأغوار".
وتابع: " فتلك القضايا لا تحتاج لردات فعل موسمية يتم تبريدها بعد الحدث مباشرة، فليس سراً أن السلطة لا تريد احتجاجات منهجية دائمة ومبرمجة وتعمل على تجنبها بكل قوة، فهي تمنع كل جهد مقاوم حتى لو بالكلمة ناهيك عن أي جهد مقاوم من نوع آخر".
ومضى بالقول:" فقادة السلطة يتفاخرون بأنهم منعوا قيام "انتفاضة ثالثة" بكبح جماح الفصائل الفلسطينية المقاومة بالضفة الغربية".