أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي تدهورًا في مكانة حزب الليكود اليميني بعد قرار تقديم لائحة اتهام بالفساد ضد زعيمه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقالت صحيفة "الجروزاليم بوست" العبرية، اليوم الثلاثاء، إنه وفقًا لنتائج الاستطلاع: "لو جرت انتخابات الكنيست اليوم يحصل حزب "أزرق أبيض" الوسطي على 37 مقعدًا في حين يحصل "الليكود" على 30 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120.
ويعكس ذلك تراجعًا في مكانة حزب "الليكود" بعد إعلان المستشار القانوني لحكومة الاحتلال أفيخاي ماندلبليت، نهاية الأسبوع الماضي، قراره تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بتهم الاحتيال وإساءة الثقة والرشوة.
وحصل "الليكود" على 32 مقعدًا في الانتخابات التي جرت في سبتمبر/ أيلول الماضي.
ولفتت الصحيفة أن النتائج لا تظهر تغيرًا ملموسا في مكانة الأحزاب الإسرائيلية الأخرى.
وأشارت في هذا الصدد إلى حصول القائمة المشتركة، وهي تحالف 4 أحزاب عربية، على 12 مقعدًا متراجعة بذلك بمقعد واحد عن تمثيلها الحالي في "الكنسيت".
ويحصل حزب "شاس" اليميني على 8 مقاعد وحزب "يهودوت هتوراه" اليميني على 7 مقاعد، وحزب "(إسرائيل) بيتنا" اليميني على 7 مقاعد، و"اليمين الجديد" على 6 مقاعد و"العمل" على 5 مقاعد، واتحاد أحزاب اليمين على 4 مقاعد و"المعسكر الديمقراطي" الوسطي على 4 مقاعد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في أوساط مؤيدي حزب " الليكود" حصل نتنياهو على 89% من الأصوات لرئاسة الحزب بمقابل 5% للرئيس السابق لبلدية الاحتلال في القدس نير بركات و4% للقيادي في الحزب جدعون ساعر في حين لم تملك النسب المتبقية رأيًا محددًا.
وقال 56% من المستوطنين إن على نتنياهو الاستقالة من منصبه رئيسًا للوزراء بعد صدور قرار بتقديم لائحة اتهام ضده مقابل 37% قالوا إنه يمكنه البقاء، و7% قالوا إنهم لا يملكون رأيًا محددًا.
وتلوح في (إسرائيل) إمكانية إجراء انتخابات ثالثة على إثر أزمة تشكيل الحكومة.
حصانة نتنياهو
من جانب آخر، أعلن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، الثلاثاء، أنه سيعارض بشدة تشكيل لجنة في الكنيست، لمناقشة منح نتنياهو الحصانة، بعد توجيه لوائح اتهام ضده بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة.
وقال: إن "منح الحصانة لنتنياهو سيضر بثقة الجمهور في النظام، وأن الشيء الوحيد الذي سيقبله الجميع، هو ما سيصدر فقط عن المحكمة".
وبحسب ليبرمان فإن "كل المحاولات الأخرى، مثل منح الحصانة في الكنيست، تشكل انتهاكًا لثقة الجمهور، فالملعب الصحيح لتوضيح الحقيقة هو المحكمة".
وأوضح ليبرمان في حديث لإذاعة "كان" العبرية، أن "الخيار المطروح حاليًا إجراء انتخابات بدون أي حيل".
ويوم الخميس الماضي، أعلن المستشار القضائي لحكومة الاحتلال أفيخاي ماندلبليت، أنه سيتهم نتنياهو بالارتشاء، وخيانة الأمانة والاحتيال في القضايا المرفوعة ضده.
وتعرقل معارضة ليبرمان طريق نتنياهو إلى الحصانة، ما يعني أن لديه فقط الدعم المفترض من كتلته المؤلفة من 55 نائبًا من الأحزاب اليمينية والدينية.
وانتقد نتنياهو، لائحة الاتهام، وتعهد بالبقاء ومحاربة ما سمَّاه التحقيقات "الملوثة" والمسبق الحكم فيها، واتهم محققي الشرطة والمدعين العامين بالتخطيط لتنفيذ "محاولة انقلاب" ضده.
دعوات للاستقالة
بدوره دعا القيادي في حزب "الليكود"، جدعون ساعر، نتنياهو، إلى الاستقالة من منصبه بعد قرار تقديم لائحة اتهام ضده بتهم فساد.
ونقلت هيئة البث العبرية، اليوم الثلاثاء، عن ساعر قوله: "حري بنتنياهو أن يستقيل من منصبه".
وأضاف ساعر: "لو كنت مكان نتنياهو لكنت استقلت ليس بسبب لوائح الاتهام المنسوبة إليه، لكن بسبب الطريق المسدود التي آلت إليها عملية تشكيل الحكومة وفشله في بلورة ائتلاف حكومي".
وأعرب ساعر، وهو وزير سابق، عن قدرته على تشكيل حكومة في الكنيست الحالية، وجمع تواقيع 61 نائبًا، إلا أنه أوضح أنه لن يقوم بذلك دون تفويض من جانب منتسبي حزب "الليكود".
وحسب هيئة البث العبرية، حذر ساعر من مغبة انهيار "الليكود" في الانتخابات المقبلة في حال لم يتم إدخال تغيير في قيادته.
وسينافس ساعر بعد 6 أسابيع نتنياهو على رئاسة حزب "الليكود"، في الانتخابات التمهيدية المقررة لقيادة الحزب، حسب المصدر نفسه.
لكن استطلاعًا للرأي العام الإسرائيلي نشرت نتائجه، اليوم، أظهر أن الغالبية العظمى من منتسبي حزب "الليكود" مع بقاء نتنياهو في قيادة الحزب