قائمة الموقع

عقب اتهامه بالفساد.. نتنياهو يستخدم "الليكود" كورقة ضغط على منافسيه

2019-11-26T11:29:00+02:00
بنيامين نتنياهو (أرشيف)

عقب اتهامه بالفساد.. نتنياهو يستخدم "الليكود" كورقة ضغط على منافسيه بعد أيام قليلة من توجيه المستشار القضائي لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي مندلبليت، اتهامات بالفساد لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، سارع الأخير إلى إعادة تحصين نفسه داخل حزبه "الليكود"؛ خشية من صعود منافسيه واستغلالهم فرص الاتهامات الموجهة إليه.

ويتعرض نتنياهو لضغوطات ودعوات عديدة داخل حزبه تطالبه بالتنحي عن رئاسته، بعد توجيه الاتهامات له بشكل رسمي، وذلك خشية من فقدان "الليكود" الحكم في دولة الاحتلال، في حالة فقد الشارع الثقة به بشكل كبير.

وأقدم نتنياهو ورئيس اللجنة المركزية بحزب "الليكود" اليميني، حاييم كاتس، على الموافقة على إجراء انتخابات أولية على رئاسة الحزب في غضون ستة أسابيع، بعد مهاجمة منافسه الأقرب جدعون ساعر له بعد توجيه الاتهامات.

وسبق أن تقدم ساعر في وقت سابق بطلب لرئاسة الحزب لإجراء انتخابات تمهيدية بحلول 11 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وذلك أملا في الإطاحة بنتنياهو المتورط بقضايا الفساد.

ووجه مندلبليت تهماً لنتنياهو تتعلق بارتكابه مخالفات جنائية كالرشوة والغش وخيانة الثقة، والاحتيال وإساءة الائتمان من خلال تلقيه هدايا ثمينة من أثرياء، وذلك في الملف المسمى (1000).

الخبير في الشأن الإسرائيلي، النائب العربي السابق في "الكنيست" الإسرائيلي، عباس ذكور، يرى أن الأسباب التي دفعت نتنياهو للجوء إلى الموافقة لإجراء انتخابات تمهيدية لرئاسة حزب "الليكود" تعود إلى حرصه على تقوية نفسه داخل حزبه، وإنهاء أحلام أي أحد من أعضائه يريد تولي رئاسته.

ويؤكد ذكور في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن نتنياهو أراد من وراء الذهاب إلى انتخابات داخلية في حزبه، إيصال رسائل أيضا إلى المجتمع الإسرائيلي، والأحزاب والتكتلات السياسية، أنه لا يزال قوياً رغم لائحة الاتهامات التي وجهت إليه.

ويقول ذكور إن نتنياهو خلق صورة للجميع أنه لا يزال مطلوباً داخل الليكود، رغم محاولات ساعر التحريضية ضده بسبب قضايا الفساد التي وجهت إليه رسميا، لذا يريد حسم البيت الداخلي ثم يتفرغ لرئاسة الحكومة.

ويصف أن ما يحدث داخل حزب "الليكود" بالمعركة الداخلية التي قدم فيها نتنياهو مصلحته على كل شيء، مع حرصه الكامل على تحقيقه أعلى الأصوات خشية من انتهاء عصره السياسي، وإمكانية ذهابه إلى السجن.

ويوضح أنه في حال فاز نتنياهو في رئاسة الحزب من جديد، سيشكل ضغطا على منافسه في انتخابات "الكنيست"، رئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس، من أجل الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ بهدف تمرير قانون الحصانة البرلمانية ليستخدمه ضد القضاء، ووقف حبسه.

ويشير إلى أن نتنياهو خلق قاعدة قوية داخل حزب "الليكود" خلال فترة حكمه السابق، وسيعمل على الاستفادة منها خلال إجراء الانتخابات التمهيدية لمواجهة منافسيه.

وتنتهي في 11 ديسمبر الشهر القادم مهلة منحها رئيس كيان الاحتلال رؤوفين ريفلين، لأعضاء "الكنيست" لتشكيل حكومة، وإلا فإنه سيتعين التوجه لانتخابات نيابية ستكون الثالثة في (إسرائيل) خلال عام.

المختص في الشأن الإسرائيلي، وديع عواودة، يؤكد أن إجراء الانتخابات التمهيدية لحزب "الليكود" في هذا التوقيت، تعد إجراء ضمن الأنظمة القانونية الداخلية للحزب، خاصة بعد وجود انتخابات برلمانية، وتأكيدات للذهاب لانتخابات ثالثة بسبب فشل تشكيل حكومة إسرائيلية.

ويقول عواودة في حديثه لـ"فلسطين"، إن القانون الداخلي للحزب يلزم بإعادة انتخاب رئيسه تمهيداً لترشيحه للانتخابات البرلمانية، إضافة إلى أن نتنياهو سيستفيد منها في تدعيم نفسه داخل الليكود.

ويضيف أن فرص نجاح منافسين لنتنياهو بعد تقديم لائحة اتهام بالفساد رسميا ضده، باتت أقرب من أي وقت مضى، لذلك سيعمل هؤلاء وأبرزهم ساعر على تقديم أنفسهم كرئيس لليكود في الانتخابات التمهيدية للحزب.

يشار إلى أن ساعر القيادي في حزب "الليكود" سبق وأن حذر من مغبة فقدان الحزب مقاليد الحكم في حال أجريت جولة انتخابات ثالثة في الدولة العبرية، بسبب قضايا الفساد التي تم توجيهها لنتنياهو، والتي أفقدته الثقة لدى الناخبين.

اخبار ذات صلة