فلسطين أون لاين

الطالبة "نِعَم".. وجه جميل حاربته (إسرائيل) كما الصحفي "عمارنة"

...
رام الله/ طلال النبيه:

على مقعدها الدراسي في مكتبتها الجامعية، تجهزت الطالبة نِعَم صالح الصوصة بعد جولة دراسية استعداداً لتقديم اختبار جامعي، متجهة إلى قاعتها الدراسية؛ لكن استعدادها الكامل تحول إلى ألم في قلب ساده الحزن الكبير.

ذاك الألم الذي رسم على وجه الصحفي معاذ عمارنة، لم تسلم منه الطالبة "نِعَم" (18 عاماً)، إثر إصابتها بقنبلة غاز باغتتها فجأة داخل حرم جامعة "فلسطين خضوري" بطولكرم الأحد قبل الماضي، عقب قمع الاحتلال الإسرائيلي، الشبان المشاركين في وقفة تضامنية مع الصحفي عمارنة.

نظارتها الطبية، التي ترتديها "نِعَم"، حالت دون إصابتها إصابة مباشرة في العين، بفعل قنبلة الغاز، مخلفةً وراءها كسرين في فكيها وتهتكا فيهما وحرقا في لسانها، عدا عن تلف في أعصاب شفتيها وتمزق بالغدد اللعابية.

وترقد الطالبة على سرير العناية المكثفة في المستشفى الاستشاري، برام الله، تحاول والدتها أماني الصوصة، مساعدتها في تغيير جلساتها التي آلمتها طوال مدة جلوسها على سرير علاجها، معبرة عن حزنها الشديد لإصابة ابنتها.

وقالت الأم لـصحيفة "فلسطين": "نِعَم طالبة جامعية، غايتها في الحياة حب التعليم والجلوس في مكتبة الجامعة، وهي تجمع بين النعمة التي أكرمنا الله بها وبين النعومة والأصالة"، لافتة إلى أنها تدرس أنظمة المعلومات في جامعة "فلسطين خضوري" بطولكرم.

وبكلمة "حسبي الله ونعم الوكيل"، مكررة إياها ثلاث مرات، يعتصر الألم قلب الأم أثناء جلوسها بجوار "نِعَم"، منتظرة خروجها من غرفة العناية المكثفة بعد عملية أجرتها استمرت نحو 7 ساعات متواصلة.

وإلى جانب انتظار الأم تحسن الحالة الصحية لابنتها، تنتظر وصول زوجها المهندس من المملكة العربية السعودية، الذي ترك أعماله كافة فور سماعه خبر إصابة "نِعَم".

وأصيب بقمع الاحتلال ثلاثة مواطنين فلسطينيين بجراح متوسطة، جراء المواجهات التي اندلعت في محيط جامعة خضوري غرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، بينهم الطفلة ميس ابنة الزميل الصحفي معاذ عمارنة، وفق ما أوضحت وزارة الصحة.

وأصيب عمارنة في عينه اليسرى بعيار مطاطي، أثناء تغطيته للمواجهات التي اندلعت الجمعة قبل الماضية، للاحتجاج على مصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال، في قرية "صوريف" بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.