تخيل -عزيزي القارئ- نظامك الغذائي خاليًا من الحلوى المثلجة (الآيس كريم) والنقانق والبسكويت والخبز والكيك والمعكرونة والمفتول، وقائمة طويلة من الأطعمة الغذائية، والسبب أنك تعاني حساسية القمح.
فأي قدر بسيط من أي طعام غذائي يحتوي على القمح سيسبب لك مشاكل صحية أنت في غنى عنها، لذا فور تشخيص المرض لديك واستشفائك منه يلزمك حمية أبدية من كل ما يحتوي على القمح.
ولكن ما طبيعة المرض المقصود هنا؟، وما أعراضه؟، وكيف يعالج من يصاب به؟، استشاري الأمراض الجلدية د. حسن السر يوضح التفاصيل لقراء صحيفة "فلسطين".
يقول السر: "حساسية القمح تفاعل تحسُّسي مناعي للأطعمة التي تحتوي على القمح، يؤدي إلى حدوث تحسس فقاعي حبيْبي جلدي، يوزع بشكل يميزه من غيره من الأمراض الجلدية"، مبينًا أن هذا المرض يسمى "سيلياك".
ومن المحتمل تطور الأعراض والعلامات لدى الطفل أو البالغ المصاب بحساسية القمح في غضون دقائق إلى ساعات، بعد تناوُل شيء يَحتوي على القمح، وفق إفادة السر.
ويذكر أن من الأعراض تورمًا أو حكة أو تهيجًا في الفم أو الحلق، أو بثورًا، أو طفحًا جلديًّا بحكة، أو تورمًا في الجلد يظهر على الكوعين والركبتين، والظهر وأسفل الظهر، والكتفين، وعلى أطراف فروة الرأس، والاحتقان الأنفي، والصداع، وصعوبة في التنفُّس، والتشنجات أو الغثيان أو القيء، أو الإسهال، ويصاحب الأعراض الجلية تآكلًا في خملات الأمعاء الدقيقة.
وأما سبب هذه الأعراض والحساسية فيبين استشاري الأمراض الجلدية أن الشخص الذي يعاني حساسية القمح إذا تناول بروتين القمح؛ فقد يعرض جهاز المناعة لديه لتفاعل تحسُّسي.
والعلاج هنا –يؤكد هذه النقطة- هو الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على مادة "الجلوتين" مثل القمح والشعير، واستبدال بهما الذرة، فيأكل الشخص الخبز المصنوع من الذرة، لا القمح والشعير، والابتعاد عن المواد المصنعة التي تحتوي على الجلوتين مثل الشوكولاتة والبسكويت وهكذا.
ويلفت السر إلى أن الحبيبات التي تظهر على البشرة وبها فقاعات، تتكوّن قشرة بعدها، ويحدث تغير في اللون، ومع الحكة الشديدة يتحول الطفح إلى مرض الجرب، وهذا المرض يصيب الإنسان في سن 20 – 40 سنة، وربما يصيب الأطفال أحيانًا وكبار السن.
ويتابع: "أحيانًا نعطي علاج (دابسون) الذي يعالج التغيرات التي تحدث في الأمعاء ويحمي من حصول أورام الغدد اللمفاوية للأمعاء، ويجب ملاحظة كل ما يشترى من المحلات وقراءة محتوياته، حتى يكون خاليًا من الجلوتين، والانتباه حتى إلى الشامبوهات ومعجون الأسنان وبعض الأدوية التي تضر الحالة".
وينبه استشاري الأمراض الجلدية إلى أن (دابسون) الذي تعالج به حساسية القمح والشعير له آثار جانبية، فهنا يجب على الطبيب والمريض الحذر جيدًا.