فلسطين أون لاين

حين يرفعون الأقنعة تسقط الملوك ؟!

انتهى عصر ملك (إسرائيل). الملك نتنياهو يخرج من مملكته فاسدا، ومرتشيا، وخائنا للأمانة؟!
تلك هي التهم التي وجهتها النيابة أخيرا لنتنياهو بعد سنوات من الفحص والتحقيق. نتنياهو : خائن، ومرتش، وفاسد، فماذا بقي له من القيم التي تبيح له البقاء في رئاسة الوزراء؟! سبّ النيابة وشتمها، واتهام دعوتها بالمسيسة لن تنفع ملك (إسرائيل) شيئا؟! وليس أمام نتنياهو غير الاستقالة، أو انتظار المحاكمة؟!
دولة الاحتلال قامت على البغي والفساد. ومن يحكمها ويدير شؤونها لن يكون صالحا، بل سيكون من البيئة نفسها. الفساد، والرشوة، وخيانة الأمانة، وغيرها من القبائح تتغلغل في جسد الدولة، وفي خلايا رجال الحكم، وقادة الأحزاب. وهذه الطبيعة الشريرة طبيعة موروثة، حكت لنا آيات القرآن جذورها، وفصولها، فهم لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يعملون.
في هذه الدولة الفاسدة، وفي هذه البيئة المجتمعية التي تقوم على الفساد، بقية من قانون بشري يطبق على العامة فورا، وعلى كبار رجال الدولة على التراخي، مع بحث في فرص الشفاعة والحصانة لهم، كما كان يحدث مع آبائهم قديما، حيث لا يطبقون القانون على أشرافهم من اليهود ويطبقونه على ضعفائهم.
الآن اليمين الصهيوني والمتدين يبحث عن مخرج ،أو شفاعة، أو تأجيل لملاحقة نتنياهو بحجج سياسية، أو دينية. وقد ينجح فيما يذهب إليه جزئيا أو كليا.
إذا كان حزب الليكود غاضبا، فإن قيادات فيه تنتظر فرصة السقوط، بينما تعم الفرحة في حزب أزرق أبيض، ويرون أن فرصة جيدة أمامهم لتشكيل الحكومة، لاسيما إذا بادر نتنياهو إلى الاستقالة. لذا يسعى هذا الحزب لاستصدار قرار من النيابة يمنع نتنياهو من تشكيل الحكومة ورئاستها.
إن ما يعتري مجتمع العدو من انقسامات، وخصومات، وعوامل اختلاف، يعطينا يقينا أن مجتمع العدو متفكك، وهش، ونحسبهم مجتمعين وقلبوهم شتى، ويعيشون على فساد عميق، وتحايل على القانون، وليست لهم أخلاق ذاتية تردعهم عن السقوط في الرشوة والفساد وخيانة الأمانة.
طبعا هذه الصورة التي توجه فيها اتهامات مباشرة لرئيس الوزراء بغض النظر عن وظيفته، وعن حزبه، وعن إنجازاته، تعطي صورة جيدة لمجتمع يتمتع بالقانون، وهي صورة لا نجدها في دولنا العربية، مع أن فساد المتنفذين في الأنظمة عندهم من صور الفساد والرشوة وخيانة الأمانة أضعاف ما عند نتنياهو، وهؤلاء للأسف يحظون برعاية القانون وحماية الدولة، ولم نسمع أن النيابة العامة قد تمكنت من محاكمة رئيس وزراء أو أمير عربي، وتتحدث الصحف عن مليارات الدولارات التي هربوها للخارج من أموال الدولة.
ربما هذا لا يشغلنا كثيرا، فلا أحد في العالم يهتم بفساد الحكام العرب، فهو قد جاوز الاهتمام، بل جل العالم يشجعهم على الفساد، ولكن يهمنا أن نقول إن دخول نتنياهو في هذا المأزق القانوني، بما فيه من خطر السقوط المدوي، قد يدفعه لارتكاب حماقة إشعال حرب واسعة النطاق، هروبا من الاتهامات، أو تأجيلا للإجراءات. إن ما يحدث عندهم، له انعكاسات عندنا، لذا يجدر بقادة المنطقة اليقظة. وحين يسقط نتنياهو غير مأسوف عليه، فإن سيئا آخر سيحلّ محله، وحين نقول سيئا آخر لأننا نعلم أنه في علم الحيوان لا مفاضلة بين متماثلين في هذا العالم؟! بعضهم من بعض؟!