دعا متحدثون لضرورة تعزيز الوعي والمسؤولية لدى الصحفيين والناشطين في المجال الإعلامي، بما يتعلق في تغطية ونقل الأحداث الأمنية التي تجري في قطاع غزة، على اعتبارها حائط صد مهمًّا لمنع نشر الاشاعات وإحداث القلاقل.
كما دعا المتحدثون إلى ضرورة إرفاق نقل الأخبار خلال الأحداث الأمنية بتعدد المصادر، وتغليب عامل المصداقية والدقة على السبق الصحفي خلال الأحداث الأمنية.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية أمس، بالتعاون مع مكتب الإعلام الحكومي، وهيئة التوجيه السياسي والمعنوي، شارك فيها طلبة جامعيون.
وقال رئيس هيئة التوجيه السياسي والمعنوي، محمد لافي: إن الوعي الأمني متطلب أكثر من ضروري في التعامل مع نقل الأخبار وتغطيتها خلال الأحداث الأمنية التي لا تنقطع بين الفينة والأخرى في قطاع غزة.
وأكد لافي أن قطاع غزة مختلف عن أي مكان آخر، ويعج في حقيقة الأمر بالمشاكل والأحداث الأمنية، والتي يقف الاحتلال الإسرائيلي المصدر الأول خلفها، وعوامل أخرى كالانقسام، والوضع الرخو في سيناء، وجهات إقليمية ودولية، والتداخل الاجتماعي.
ونبه إلى أن الاحتلال يبرز طرفا رئيسا في اللعب على إحداث القلاقل، وبث الاشاعات، ونشر الأخبار الملغومة، التي لابد وفي سياقها تعزيز الوعي الأمني وتقديم المسؤولية الوطنية على المكاسب المادية، إلى جانب تعميق ثقافة الأمن المجتمعي، واعتماد جهة أمنية رسمية لتشكل مرجعية عامة في توجيه وإرشاد الرأي العام والإعلاميين بما يمنع تداوله عن أحداث أمنية خارج دائرة الاختصاص الأمني.
بدوره، أكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، أنّ أهمية الإعلام تبرز في أوقات التهديد الأمني والأحداث الأمنية، بالوقوف كحائط وجدار منيع لوقف أي استهداف احتلالي للمنظومة المجتمعية الداخلية.
ونبه معروف إلى أن تداول الأخبار من دون مصدر، سيمّا في أوقات الأحداث الأمنية، لا يعدو أن يكون إشاعة، وأن الخبر يكتسب أهميته وثقته بما يحوي من مصادر، فيما دعا إلى ضرورة تغليب عامل المصداقية، والدقة على السبق الصحفي.
وشدد على أن عدم الالتزام بالمصداقية والدقة أوقات الأحداث الأمني يمثل "سهما في كنانة الاحتلال" الذي يعمل بكلّ قوة لهدم مجتمعنا وتحقيق أهدافه الأمنية والعسكرية.
ورأى معروف أن "الأكثر سوءا" لدى الصحفيون اعتمادهم على الصحافة الإسرائيلية في متابعة الأحداث، وأنها وعلى الرغم من أن بعض الأوقات تتطلب الظروف لذلك إلا أنه يجب التنبه إلا أن رواية الصحافة الإسرائيلية مشكوك فيها، وتخضع للرقيب العسكري الإسرائيلي، التي يُجيرها لمصلحة دولته.
وفي السياق، أكد أن بعض وسائل الإعلام باتت تقع تحت وقع مجاراة وسائل الاعلام الاجتماعي، "السوشيال ميديا"، التي تغيب عنها الضوابط، وهو ما يوقعها في نشر معلومة وأخبار دون التأكد من صحتها من المصادر الرسمية.
من ناحيته، أكد مدير منتدى الاعلاميين، محمد ياسين، أن الحدث الأمني الذي يقع بين الفينة والأخرى في قطاع غزة، يستلزم وعيا في طريقة التعاطي معه، وإدراك أن بث الإشاعة في هذه الأوقات يمثل "رصاصة من الاحتلال لصدر شعبنا".
وشدد ياسين على أن الصحفي والناشط ملزم بالنظر إلى المصلحة الوطنية في نشر أي خبر أو معلومة، حيث يقع النشر خلال الحدث الأمني ضمن جملة من الضوابط.
ودعا إلى ضرورة الالتزام بطمأنة المجتمع، وتحصين الجبهة الداخلية، والوقوف في وجه الاشاعات، والعمل على مصلحة المجتمع والحفاظ على الروح المعنوية خلال الأحداث الأمنية التي تحدث.