فلسطين أون لاين

​مشروع إلكتروني هو الأول من نوعه صممته د.دنديس

"روح القدس" يأخذ "روحك" لتتجوّل في المسجد الأقصى

...
صورة أرشيفية لمنال دنديس
الخليل / غزة - مريم الشوبكي

إن كنت تشتاق لزيارة المسجد الأقصى فإنه يمكنك الآن أن تتجول بين شوارعه ومعالمه وأنت في مكانك؛ ما عليك سوى أن تفتح موقع "روح القدس" فتروح برُوحك وجسدك أيضًا، تستطيع أن تسمع صوت الأذان وضجيج الزائرين، وبوسعك أن ترى المنبر والنقوش وأن تلمسها افتراضيًا.

"روح القدس" مشروعٌ إلكتروني صممَّته د. منال دنديس, التي تنحدر من مدينة الخليل وحاصلة على الدكتوراة في إدارة الموارد البشرية، تعمل مديرة شركة بريطانية مُتخصصة في براءات الاختراع والتعليم الإلكتروني، حاصلة على براءة اختراع أمريكية وبريطانية، براءة الاختراع الأمريكية عن اختراع شمسية للحجيج، أما براءة الاختراع الثانية لجهازٍ ذكي يُساعد الغواصين في تجنب الحوادث التي تواجههم.

وحصلت على أطول رقمين قياسيين في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، الرقم الأول لأطول فيديو وثائقي في العالم، والرقم قياسي الثاني الذي يحكم حاليًا أطول خطاب في التاريخ بعنوان "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" يتحدث عن المحبة والإيجابية والتنمية.

تقنية الواقع الافتراضي

وبينت د. دنديس لـ"فلسطين" أن "روح القدس"؛ عبارة عن موقع يعرض المسجد الأقصى على مساحة 144 دونمًا بتقنية الواقع الافتراضي 360 درجة، يتمكن الزائر من رؤية أرضه وسمائه ويعيش واقعه وكأنه هناك فعليًا، وأن يتفاعل مع الرحلة ويشاركها عبر منصات التواصل الاجتماعي في رحلة معرفية بالصوت والصورة والنص لكل معالمه, مما يُعمق الارتباط به وخلق حالة روحانية جميلة تزيد الإصرار والرغبة في زيارة هذا المكان.

وكشفت أن هذا الموقع الإلكتروني يعد الأول من نوعه في العالم من ناحية اختصاصه في المسجد الأقصى، حيث يحتوي على مجموعة رحلات بتقنية الواقع الافتراضي بالصور البانورامية 360 والفيديو 360 أيضًا، وهو أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التصوير.

وأوضحت د.دنديس أنه يقدم جولات تبدأ من أحد أبواب المسجد الأقصى وتنتهي بقبة الصخرة المشرفة وتمتد إلى كل زاوية من زواياه على مساحته الممتدة لـ144 دونمًا و130 معلمًا حسب الخريطة المرفقة.

ولفتت إلى أن هذه الجولات يرافقها مرشد سياحي يقدم معلومات علمية موثقة ومحققة يشرح فيها واقع وتاريخ كل هذه الزوايا، وباللغة التي يختارها المستخدم, فهو يقدم المعلومة للكل بلغته؛ لأنه يستهدف الراغبين بزيارة المسجد الأقصى سواء كانوا من المسلمين أو من غير المسلمين، ومتاحة بالعربية والفرنسية والإنجليزية.

وذكرت دنديس أن الموقع يحتوي أيضًا على خيارٍ آخر يتيح للمستخدم في حال رغبته؛ الاستماع للصوت الحقيقي للمكان بأصوات زائريه ومآذنه وقراءاته وكأنه يعايش اللحظة، كما يتيح التطبيق أيضًا للزائر الاستماع إلى موسيقا تم اختيارها بعناية لتضفي أجواء روحانية دينية مميزة للزائرين.

كأنك فيه

ولفت إلى أنه بإمكان الزائر التحكم بحجم الصور وقربها بضغطة زر واحدة وبطريقة سهلة، وعند تقريب إحدى الصور فإن الموقع يقدم لها أعلى درجة من الوضوح، كما ويقدم شرحًا باللغة التي يختارها بكل جزئية دقيقة يقوم بتقريبها أو اختيارها، إضافة لإظهار صورتها ومكانها في خريطة المسجد الأقصى إضافة إلى أيقونة تسمح له بالتجول في أرجائها عبر الفيديو.

ونوهت دنديس إلى أن التطبيق متاح على الأجهزة الذكية والحاسوب أيضًا، ويقدم أيضًا ألبوم صور يزيد عدده على 250 صورة بانورامية بتقنية 360 درجة تجعلك تعيش المكان وكأنك فيه، إضافة إلى البوم صور فوتوغرافية من أجمل اللقطات وأندرها للمسجد الأقصى.

من أين خرجت فكرة "روح القدس" لضيفتنا، تقول: "لأن زيارة المسجد الأقصى حلمُ كل عربي ومسلم، وكثير منهم يجهلون معالم المكان؛ ويعرفون أن "القدس" هي المسجد الأقصى، فيستطيعون عن طريق الموقع التجول في أرجاء المكان ويسمعون صوت أذانه ويلمسون جدرانه ويشعرون أنهم موجودون فيه واقعيًا".

وبينت أن اختيار اسم "روح القدس" على الموقع، لضعف المحتوى العربي الرقمي باسم القدس على مواقع البحث، وكلمة "روح" لغويًا بمعنى اذهب حيث راحتك، وأرادت تطبيق هذا المعنى لزائر اذهب إلى القدس حيث ترتاح، الموقع أخذ رُوح المسجد الأقصى بزخارفه وأدق تفاصيله.

وأعلنت أنه سيتم إطلاق تطبيق "قس حجتك" لمعالم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وسينطلق في موسم الحج.

وتضيف دنديس: "بإنجازي للمشروع شعرت بأني فعلتُ أمرًا ذا قيمة في حياتي، وددتُ إنجاز المشروع بكل حب، كنت أحاول أن أعيش حالة كل إنسان عربي ومسلم ممنوع أن يدخل المسجد الأقصى، إنها مشاعر رائعة سيساعده التطبيق على إيصاله".

وأشارت إلى أن إنجاز المشروع استغرق عامًا كاملًا بمجهود فردي وبتمويل ذاتي.

وعن المعيقات التي واجهتها أثناء تنفيذ المشروع، بينت أن أهم المعيقات كانت منعها من دخول القدس، والاقتحامات المتكررة للمستوطنين مما أعاق إنجازه، واضطرارها إلى الاستعانة بمصورين مقدسيين، كما أن الكاميرات نظرًا لتقنياتها العالية كانت غير متوفرة؛ كما أن المصورين لا يتقنون العمل عليها.

ونوهت د.دنديس إلى أنها واجهت صعوبة في الحصول على المعلومات، وتحقيق المادة العلمية لبعض المعالم، كما أنها استعانت بطواقم عمل كبيرة للتحقق والحصول على المادة العلمية، والتأكد من دقة الخرائط، وذلك لتحقيق هدفها في اعتبار المشروع موسوعة علمية محققة يمكن الاعتماد عليها في البحث العلمي باعتبارها مرجعا.

نبوءة الرسول

وختمت حديثها: "أتمنى أن يكون مشروعي هو النافذة التي يرى منها بيت المقدس؛ أن يحقق نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيّما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَلَقَيْدُ سَوْطٍ -أَوْ قَالَ- قَوْسُ الرَّجُلِ؛ حَيْثُ يُرَى مِنْهُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا".