فلسطين أون لاين

من خلال اعتقاله لعدة مرات

تقرير السلطة تلقي بمستقبل الطالب "حمدان" إلى المجهول

...

"دعم جمعيات غير مشروعة".. لهذه التهمة يواجه الطالب عبد الرحمن حمدان (25 عاماً) سياسة "الباب الدوار" باعتقاله في زنازين السلطة في الضفة الغربية تارة وفي معتقلات الاحتلال الإسرائيلي تارة أخرى.

ولا تكاد تطوى أيام الإفراج عن "عبد الرحمن" من سجون مخابرات السلطة، حتى تلاحقه قوات الاحتلال للزج به في زنازينها، وهي حالة يعيشها منذ سنوات عدّة، تسببت بعرقلة دراسته الجامعية وحياته اليومية مع عائلته.

"عبد الرحمن" طالب في جامعة بيرزيت في رام الله منذ ثماني سنوات، يدرس حالياً في كلية التجارة، بعدما اضطر للتحويل من قسم الهندسة الكهربائية، بفعل كثرة الاعتقالات التي تعرض لها، (3 مرات في سجون الاحتلال، و8 مرات لدى السلطة).

عندما دقّت عقارب الساعة الثانية عشرة ونصف منتصف ليلة الخميس الماضي، أقدم جهاز مخابرات السلطة برام الله، على اعتقال "حمدان" خلال عمله في "محطة وقود" دون سابق إنذار، وفق ما روت والدته هيام حمدان لمراسل "فلسطين".

لم يكتفِ عناصر المخابرات بذلك، بل انهالوا عليه بالضرب المبرّح في مختلف أماكن جسده، ما أدى إلى إحداث كسر في كتفه، وفق "والدته" (54 عاماً).

وتستنكر "أم عبد الرحمن" التهمة التي توجهها مخابرات السلطة لابنها عند كل اعتقال وهي "دعم جمعيات غير مشروعة"، قائلةً "يحاولون إجباره على الاعتراف بتلك التهمة الملفقة".

وتوضح أن نجلها تعرض لجلسة محاكمة في محكمة رام الله أمس، حيث أقرّت تمديد سجنه لمدة 15 يوماً، لكنّ محاميه اعترض على القرار، فخفضت التأجيل إلى ثلاثة أيام فقط.

وتؤكد أن جهاز المخابرات لا تسمح للعائلة بزيارة نجلها في محاولة منه لإخفاء جريمة الاعتداء عليه، مشيرةً إلى أن "عمته" حضرت جلسة المحاكمة أمس، ورأت أعراض التعذيب الذي تعرض له خلال فترة اعتقاله.

ولم تُخفِ الوالدة المكلومة، أن اعتقال نجلها يُعرقل مصيره في الحياة الجامعية، علماً أنه من المقرر أن يُناقش "سيمنار" بحث تخرجه من الجامعة يوم الأربعاء القادم.

وتُضيف أن اعتقال نجلها جاء في وقت حرج، حيث يُصادف مناقشة التخرج بعد أيام، وفرح شقيقه إسماعيل الوحيد "البكر" نهاية نوفمبر الجاري، "وهو ما يزيد حالة القلق والألم لدى أفراد العائلة.

ووجهت والدة عبد الرحمن رسالة لمخابرات السلطة "اتركوا ابني في حاله، بكفي اعتقالات"، لافتاً إلى أن العائلة ستتوجه لمؤسسات حقوق الإنسان والجهات القضائية خلال الأيام القادمة.

وترى أن الاعتقال السياسي هو خطوة تمهيدية لاعتقال نجلها من سلطات الاحتلال بعد الإفراج عنه من سجون السلطة، مطالبةً بضرورة إنهاء الاعتقال السياسي، واستعادة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني.

تعرض للتعذيب

إلى ذلك، أكدت مؤسسة "محامون من أجل العدالة" أنها تتابع بقلق شديد اعتقال الطالب في جامعة بيرزيت عبد الرحمن حمدان، لدى جهاز مخابرات السلطة منذ الخميس الماضي.

وأوضحت المؤسسة في بيان صحفي وصلت "فلسطين"، نسخة عنه، أنها زارت المعتقل السياسي "حمدان" أثناء عرضه على النيابة، مؤكدةً تعرضه لاعتداءات تمثلت في جروح واضحة بالوجه وكسر باليد، إضافة إلى حرمانه من التحويل للمستشفى لتلقي العلاج.

وذكرت أن "عبد الرحمن" على أعتاب التخرج من الجامعة فهو على موعد مع مناقشة مشروع تخرجه يوم الأربعاء المقبل، مبينة أن الإبقاء عليه موقوفاً سيسهم في ضياع مستقبله الأكاديمي، والمهني فيما بعد.

وعبّر "محامون من أجل العدالة" عن رفضهم أي اعتقال يأتي على خلفية الرأي السياسي أو العمل الطلابي النقابي أو حرية الرأي والتعبير.

بدوره، أدان القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرض لها الطالب "حمدان" في سجون السلطة.

وأكد شديد في تصريح صحفي، أمس، أن الإفادة التي قدمتها والدته، تشير للمدى الذي وصلت له أجهزة السلطة الأمنية في انتهاكات حقوق الإنسان وممارسة التعذيب بحق أحرار وشرفاء هذا الوطن.

ودعا الفصائل والمؤسسات الحقوقية وإدارات الجامعات، للتدخل من أجل حماية الحياة النقابية والطلابية، معتبراً أن استمرار الاعتقالات السياسية بحق الطلبة "تؤكد على السياسة الممنهجة لدى الأجهزة الأمنية في استهداف الحركة الطلابية الفلسطينية".

وقال شديد: "إن حادثة اعتقال الطالب عبد الرحمن قبل مناقشته لمشروع التخرج وقبل موعد زفاف شقيقه، دليل على أن الأجهزة الأمنية تمارس الاعتقال التعسفي بحقه من أجل حرمانه من التخرج ومشاركته عائلته في مناسباتها".

ووجه القيادي في حركة حماس التحية لطلبة جامعة بيرزيت الذين يواصلون الدفاع عن حقوقهم النقابية والطلابية، في وجه حالة التغول التي تمارسها الأجهزة الأمنية، مشدداً على أن الحركة الطلابية قادرة على الدفاع عن نفسها وأبنائها في وجه تلك السياسات.

المصدر / رام الله- غزة/ نور الدين صالح: