فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير القائد الجعبري في عيون الأسرى المحررين.. قال فأوفى

...

ترك استشهاد مهندس صفقة وفاء الأحرار القائد أحمد الجعبري أثرًا بالغًا في قلوب محبيه وخاصة محرري صفقة التبادل، التي أشرف على تفاصيلها حتى إتمامها في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، مكللة بالإفراج عن (1048) أسيرًا.

وحلّت ذكرى استشهاد الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس الماضي، بينما كانت غزة تنفض عنها غبار جولة تصعيد جديدة، حيث استذكر الفلسطينيون أثره ومسيرته النضالية.

يقول علام الكعبي أحد الأسرى المحررين في صفقة التبادل: إن الجعبري عمل ليل نهار من أجل هدف سامٍ وهو فك الأغلال والقيود عن الأسرى، وفي نهاية المطاف نجح وأوفى بما قال.

مقابر الأحياء

ويضيف: "تقف الكلمات عاجزة عن التعبير بالمدح والثناء للقائد العظيم الجعبري واخوانه، بعد أن أخرجوا أكثر من ألف أسير من مقابر الأحياء إلى فضاء الحرية"، مكملًا "القائد الجعبري شكل نموذجًا وطنيًا في العمل المقاوم وخادمًا لقضية الأسرى والعمل على حريتهم".

وينبه الكعبي إلى أنّ الجعبري كان أسيرًا وذاق ويلات الأسر وعذابات السجان الإسرائيلي، الأمر الذي كان له أثر واسع على شخصيته، فأخذت قضية تحرير الأسرى حيزًا واسعًا من تفكيره.

وعن إدارة عملية التبادل، يلفت الكعبي إلى أن الجعبري أدارها بحنكة عالية، فقد نجح في إبرام الصفقة رغم الظروف المعقدة السياسية والأمنية المعقدة التي أحاطت، فاستطاع أن يخفي الجندي شاليط خمس سنوات، عجزت خلالها منظومة الأمن الإسرائيلي تمامًا عن الوصول إلى مكانه.

ويلفت الكعبي إلى أن الجعبري استطاع كذلك إدارة مفاوضات التبادل مع سلطات الاحتلال، من موقع القوة، فأرغمه على الإذعان لشروط المقاومة التي كان يعدها خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها، كما كان حال من يتحدث عن كونهم من أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء، أو الأسرى من الداخل المحتل أو منطقة الجولان والقدس المحتلتين.

ويكمل: "الجعبري وفي ذكرى استشهاده لا يمكن وصفه إلا أنه مدرسة، لابد وأن يدّرس إرثه ومسيرته للأجيال القادمة، لترسخ في ذهن الأجيال طريق العمل المقاوم، وكيف يتم وضع قضية الأسرى على سلم الأولويات".

صدمة كبيرة

من جانبه؛ يصف المحرر عامر أبو سرحان الذي أمضى أكثر من عشر سنوات في سجون الاحتلال خبر استشهاد الجعبري بأنه "صدمة كبيرة مؤلمة".

ويشدد أبو سرحان على أن كل أسير جرى إطلاق سراحه في الصفقة، بل حتى الأسرى ممن بقوا خلفهم في قلاع الأسر، نقشت في ذاكرتهم وعقولهم شخصية الجعبري، وتضحياته ونضاله من أجل حريتهم.

وينبه إلى أن جميع الأسرى في سجون الاحتلال لا ينظرون إلى بارقة أمل بالتحرير أكثر مما تحدثه عمليات التبادل وقد شهدوا على ذلك بأنفسهم، فأعينهم تصبو دائمًا نحو من يحررهم، وقد كان الجعبري بمثابة المنقذ من الموت المحقق في السجون.

ويشير إلى أن مشهد ظهور الجعبري فور وصول سيارة شاليط لمعبر رفح قادمًا من مكان أسره، واتجاه الجعبري ليمين شاليط وإمساكه بيده، بمثابة نقش سرمدي لا يمكن أن تمحوه فصول الأيام والسنوات المتعاقبة.

وكان الجعبري أحد المشرفين المباشرين على عملية أسر الجندي الإسرائيلي شاليط في 25 يونيو/ حزيران 2006م خلال اقتحام موقع عسكري شرق رفح عبر نفق أرضي في عملية أُطلق عليها اسم "الوهم المتبدد".

وعن خسارة المقاومة بعد اغتيال الجعبري يقول الأسير المحرر في صفة التبادل، مصطفى مسلماني: "ما من شك أن للجعبري بصمة خاصة على المقاومة، لأنه وهب حياته للدفاع عن شعبه وعن قضيته، والعمل الجاد لإطلاق سراح الأسرى".

قائد عظيم

ويضيف مسلماني أن اغتيال الجعبري أمر مؤلم وصعب، فشعبنا يدرك أنه فقد قائدًا عظيمًا، "نترحم على هذا القائد الذي مثّل اغتياله ضربة مؤلمة للمقاومة، بعد انجازها صفقة التبادل على أرض فلسطينية خالصة".

ويوجه مسلماني التحية لروح الشهيد الجعبري ولشهداء عملية المتبدد، مؤكدا أن مدرسة الجعبري ما زالت حية، فالمقاومة تسير على نفس الطريق لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال باعتباره الطريق الوحيد لنيل حريتهم.

أما الأسير المحرر علي المغربي فيقول: إن الجعبري كان "ذاك الأمل الذي انتظره آلاف الأسرى ليعودوا إلى الحياة من جديد بعد حياة البرزخ التي امتدت ببعضهم لمدة تزيد عن 35 عامًا"، مضيفا "كنا على يقين أنه الوحيد القادر على إيقاف مذبحة العمر ومقتلة السنين التي نمر بها دون توقف فلم تُحبك حريتنا إلا على أيدي هذا الرجل".

ويشير الأسير المحرر المغربي إلى أنه ما زال يستذكر دموع الجعبري وهو يستقبل الأسرى على بوابة غزة الجنوبية "كأم التأم قلبها بلقاء من تحب بعد طول غياب وفراق"، مختتما بقوله "كان لنا الأخ والأب والأم بل كان لنا الحياة كلها رحمه الله".

المصدر / غزة/ أحمد المصري: