فلسطين أون لاين

​ضمن جهود الاحتلال لمحاربة الرواية الفلسطينية في العالم

"واتس آب" يسير على خطى "فيسبوك" بملاحقة المحتوى الفلسطيني

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي جاهدة التضييق على الفلسطينيين وحجب روايتهم عن العالم، التي تظهر مظلوميتهم وبشاعة الجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحقهم، من خلال التأثير على إدارات مواقع التواصل الاجتماعي لحجب وحظر وإغلاق صفحات فلسطينية بذريعة مخالفة وانتهاك ما تسمى "الخصوصية ومعايير النشر".

وأقدم تطبيق "واتس آب" الشهير فجر أول من أمس، على حجب عشرات الأرقام الفلسطينية عقب تداولها الأخبار الميدانية إبان يومي التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

ونشر عشرات المواطنين وغالبيتهم من الصحفيين عبر حساباتهم بموقع "فيسبوك" أن "واتس آب" قد حظر حساباتهم عقب تناقلهم الأخبار الميدانية المتعلقة بالوضع الأمني في غزة عبر التطبيق.

وحث مختصان على ضرورة مواجهة كل السياسات المتبعة ضد المحتوى الفلسطيني، مؤكدين أن تلك السياسات ستحد من قدرة الفلسطينيين على التواصل مع العالم.

فضح الاحتلال

بدوره قال المختص في الشؤون الإستراتيجية والأمنية هشام المغاري: "إن السياسات التي تتبعها مواقع التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني من شأنها أن تحد من قدرة الفلسطينيين على التواصل وإيصال رسالتهم للعالم أجمع".

وأكد المغاري لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال هي من تقف وراء الحملة التي تشنها مواقع التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاحتلال يضغط على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل حجب الرواية الفلسطينية الهادفة لفضحه على الصعيد الدولي من خلال توثيق الجرائم التي يرتكبها.

وأشار إلى وجود تحيز من مواقع التواصل الاجتماعي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، مدللًا على ذلك من خلال حظر وحجب المواقع والأرقام الفلسطينية دون الإسرائيلية الداعية للتحريض على المجتمع الفلسطيني.

وشدد المغاري على ضرورة إيجاد أفكار فلسطينية للخروج من نفق محاربة المحتوى الفلسطيني، وتنظيم وقفات وإضرابات عن الطعام احتجاجًا على السياسة التي تتبعها مواقع التواصل الاجتماعي ضد المحتوى الفلسطيني.

تعاون مشترك

ويتفق الباحث في أمن المعلومات محمد أبو كميل مع سابقه في أن الإجراءات التي اتخذها تطبيق "واتس آب" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، من شأنها أن تحد من قدرة الفلسطينيين على التواصل وإيصال رسالتهم للعالم.

ووصف أبو كميل، لصحيفة "فلسطين" أن الإجراءات التي اتخذها تطبيق "واتس آب" بحق عشرات الأرقام الفلسطينية، بـ"غير المهني"، مشيرًا إلى أن عملية الحجب هي نتاج تنسيق وتعاون بين سلطات الاحتلال وتطبيق "واتس آب".

وأرجع سبب حجب بعض الأرقام الفلسطينية إلى تداولها الأخبار الميدانية إبان يومي التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع، مؤكدًا أن تطبيق "واتس آب" يسير على خطى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" في محاربة المحتوى الفلسطيني.

ورأى أن الحظر مرتبط ببعض الأشخاص أو عنوان "Ip" أو بعض الكلمات المفتاحية، أو بمنطقة جغرافية معينة من خلال عنوان الإنترنت الخاص بها، بذريعة مخالفة وانتهاك ما تسمى "الخصوصية ومعايير النشر".

وشدد على ضرورة إعداد حملات منسقة في التوعية الأمثل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وإنشاء منصات فلسطينية مختلفة تخاطب العالم وتصلهم بكل ما يدور على أرض الواقع من جرائم إسرائيلية ممارسة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

وسبق لإدارة موقع "فيسبوك" أن حظرت وأغلقت حسابات خاصة بنشطاء فلسطينيين وصفحات إخبارية، لدورها في تفعيل القضية الفلسطينية على الشبكة وتوثيق الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الممارسة بحق الشعب الفلسطيني.

وأعلنت إدارة "فيسبوك" في وقت سابق إغلاقها أكثر من 2.2 مليار حساب وهمي (بينها مئات الحسابات الفلسطينية) خلال الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول 2018 حتى مارس/ آذار الماضي.