فلسطين أون لاين

لكل صاروخ لغته أفلا تعقلون؟!

المقاومة في غزة وخارجها وحدة واحدة متماسكة، أو هكذا ينبغي أن تكون. اختلاف الآراء الاجتهادية وإن تباعدت لا يكون على حساب الوحدة التي هي أصل شرعي في مقاومة المقاومين للعدو .

الزمان، والمكان، والحالة، لها تأثيرات مباشرة في قرار قادة المقاومة، واختلاف تقييم القادة للعناصر الثلاثة أمر طبيعي، يرجع إلى زاوية النظر، وعمل العقل، وتوافر المعطيات .

قد يختلف القادة في كيفيات المقاومة، وآليات الفعل المقاوم، وفي الزمن، ولكنهم لا يختلفون على ضرورة مقاومة عدوهم، وأن عدوهم لا يعرف إلا طريق القوة. العدو هو العدو، والمقاومة هي المقاومة، موحدة، وغير موحدة، ولن يتحول المقاوم عدوا، ولا العدو صديقا، وما حاولت حكومة الاحتلال اللعب فيه ، وعليه، بين حماس والجهاد، كان من مناورات العدو الماضية والسخيفة، على قاعدة ( فرّق تسد)، ولكن هذا التفريق الخبيث لا يخفى على الطرفين، كما لا يخفى على الشعب، وما يستحق أن يثنى به على حماس أنها عجلت بقطع اللسان الصهيوني المناور هذا، من خلال قصف بئر السبع أمس، وكأنها تقول للعدو، لا فرصة لكلم للعب والتفريق بين رجال وحّدهم الدم، وجمعتهم المقاومة، وزكّى العقل خياراتهم وتصرفاتهم، ويعذر بعضهم بعضا حين الخلاف في الاجتهاد.

لم يكن صاروخ السبع صاروخا عسكريا، بقدر ما كان صاروخا سياسيا، يقطع دابر الفتنة، واللعب بعقول الأغرار. وخير جواب على لعب اللسان، قطعه بسكين العمل. والفعل أبلغ من القول.

حين تكون وحدة الصف قائمة راسخة، وتكون الأهداف موحدة بينة، ويكون القادة على مستوى المسئولية، تضيق مساحة العمل على العابثين من أهل الداخل، والخارج، ويذهب الزبد جفاء، ويمكث ما ينفع الناس في الأرض، والحمد لله أن أرض فلسطين المباركة لا تقبل الخبث، بل هي تنفض خبثها كل حين بإذن ربها.

حاول العابثون أن يوقعوا بين حماس والجهاد، في معركة صيحة الفجر، فكان قادة الطرفين لهم بالمرصاد، وردّ الله كيد العابثين في نحورهم، وتصافى القادة، وأراحوا قواعدهم، ورفع الله الخلاف بلطفه. غزة التي تعيش الجهاد عملا لا قولا لا تقبل المزايدات، وتنبذ أصحابها كما ينبذ الحديد صدأه بنار تجلو صفاءه. غزة المقاومة كانت موحدة، وما زالت موحدة، وستبقى موحدة، رغم أنف العدو، وأذنابه من أهل العبث، واللعب في المياه العكرة. ولكل صاروخ لغة يفهمونه بها.