قائمة الموقع

ماذا يكره ابنك فيك؟

2019-11-16T12:06:59+02:00

هل يمكن أن تكون بعض الصفات في شخصيات الآباء عقوقًا لأبنائهم؟، عامةً الأبناء هم زينة الحياة الدنيا، ولا يوجد والد لا يحب أطفاله، أو يفكر في إذلالهم، لكن اتباع بعض الأساليب التربوية من الممكن في بعض الأحيان أن يخلّف آثارًا سلبية.

وقد تكون ناجمة عن عدم وعي لدى الوالد في كيفية التعامل مع الموقف التربوي، أو ناجمة عن العرف المجتمعي، و"زي ما تربينا بنربي"، لذلك يكون هناك بعض الأخطاء التربوية التي يدفع الأبناء ثمنها.

صحيفة "فلسطين" تناقش الأستاذة في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة النجاح الاختصاصية الاجتماعية فاتن أبو زعرور، لمعرفة ماذا يكره الأطفال في آبائهم، والتفاصيل تالية:

تلفت أبو زعرور إلى أن من المهم توعية الآباء أن الأبناء لهم احتياجات، وهناك واجبات وحقوق لكل من الآباء والأبناء، مبينة أن التوعية لابد أن تكون في أساليب التربية، ومعرفة أن الجزء الأساسي من تربية الأبناء يجب أن يركز على أن يشقوا طريقهم في هذه الحياة دون مشاكل، وإعطائهم مهارات كيف يتعاملون مع الحياة، لأن الحياة ليست مفروشة بالورود.

وتنتقل إلى الحديث عن أساليب العقاب التي قد تصنع فجوة بين الطفل وعائلته، بقولها: "من المهم النظر إلى السن، فإذا كان في سن سنتين إلى ست سنوات، فهنا ما يزال الأبناء يتعلمون الصواب من الخطأ، وبعدها يتعلمون ضوابط الممنوع والمسموح ... إلخ".

"أهم شيء –تتابع الاختصاصية الاجتماعية- في العقاب أن يكون تربويًّا، لا عدوانيًّا، فإذا أراد الوالد معاقبة الأبناء على سلوك خطأ يجب أن يكون العقاب على قدر الخطأ، ولا مبالغة فيه، لأن المبالغة تترك أثرًا سيئًا في نفس الابن".

أما المحبة والعدل فيها فتوضح أنه من المهم عدم التمييز بين الأبناء، لأن التميز ينعكس على العملية التربوية بالسلب، كأن يعاير الوالد ابنه: "شوف كيف أخوك، كيف رافع راسنا"، مضيفة: "وهنا تحضرني قاعدة تحدث عنها الاختصاصيون الأسريون كثيرًا، أننا نربي أبناءنا على قاعدة: "نجاح أخي يعني فشلي"، وبذلك أجعل ابني يكره أخاه بأسلوب التربية، والأصل أن يزرع الوالد بين الأبناء المحبة والود والترابط".

وتنبه إلى أن الآباء يخطئون، ومن الجيد الاعتراف بالخطأ والتعلم منه، فما بالهم بالطفل أو الابن أو المراهق الذي ما زال يشق طريقه ويتعلم من أخطائه؟!، مضيفة: "لذا يجب أن يكون هناك مساحة كافية لدى الآباء من قبول أن يخطئ الابن، ولا يكون العقاب سببًا لجعل الابن يكره أبويه أو يتمنى غيابهما".

"عملية معقدة"

إذًا نصل إلى سؤال: "ما السمات التي يكرهها الأبناء في آبائهم؟"، تجيب أبو زعرور: "أكثر شيء يكرهه الأبناء عدم التقدير، فإذا نجح الابن يجب أن يقدر، وإذا فشل لابد أن يعزز بطريقة تساعده على النجاح، لا أن يسخّف أو يهان".

وتؤكد أن التربية ليست عملية سهلة، بل عملية معقدة ومتراكمة جدًّا، فالأسرة ليست وحدها من تربي، فاليوم إذا خرج الولد من البيت لديه الشلة والشارع والإنترنت، وأصبحت هناك مصادر ثانية تربي الأبناء.

لكن ما التصرف الذي يمكن للابن اتباعه في حال لاحظ من والديه موقفًا أو صفة لا تعجبه؟، تعلق: "هذه مسألة تربوية بالأساس في البيت، فإن كان البيت قائمًا على الحوار والتفاهم، فعندها يمكن أن يخبر الابن أباه أنه تضايق ولا يخاف، وعلى الوالد أن يعتذر إليه، لكن -يا للأسف!- من القليل جدًّا أن نجد أبًا يعتذر إلى ابنه".

وتشدد على أنه إذا شعر الأبناء بغضب أو ظلم عليهم أن يواجهوا ويتحدثوا إلى العائلة عوضًا عن الحديث إلى آخرين، ويتوجهوا لمن لا يخاف على مصالحهم، مشيرة إلى أنه بهذا يشترك الآباء في جريمة أن يهرب أبناؤهم من البيت جسدًا أو روحًا.

وتقول أبو زعرور: "يا للأسف!، ليس لدينا مقياس لقياس التربية قياسًا صحيحًا، وعلى الغالب نحن نربي كما تربينا، فالآباء يهتمون فعلًا بتوفير ما يلزم، لكن يبخلون عن أبنائهم بحضن مثلًا، فمن حق الطفل أن يشعر بأنه محبوب، ومن حقه أن يشعر أنه مرغوب".

وتشير إلى أهمية تعزيز الأبناء بأننا فخورون بهم ونحبهم، وإن كانوا في سن 10-15 سنة فلا مشكلة في جلوسهم بحضن آبائهم، فإن كانت هذه الأشياء تصلح لهم الآن فلن ينالوها بعد ذلك، فعلى الأهل استثمار هذه الفرصة، وإعطاء أبنائهم الحب والدلال.

وتدعو الأبناء -إن لم يشعروا أن آباءهم يمنحونهم الحب- لأن يطلبوا ذلك: "ليش ما بتحضنني؟، ليش ما بتبوسني، ليش ما بتحكي معي؟ ..."، موجهة لهم نصيحة مبادلة الحب مع آبائهم: "فمتى آخر مرة قبلت فيها يد والدك، أو خد أمك؟"، معلقة: "هناك أبناء منذ مراحل الطفولة الأولى لم يفعلوها، وهذا خطأ كبير جدًّا".

اخبار ذات صلة