فلسطين أون لاين

احذر "الغيرة الرقمية" و"الحسد الإلكتروني"

...
غزة/ مريم الشوبكي

الغيرة والحسد انتقلا من أرض الواقع إلى الفضاء الإلكتروني، فأصبحت الغيرة رقمية والحسد إلكترونيًّا، لأن الحياة الخاصة صارت "مشاعًا" عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يدفع ضعفاء النفس إلى حسد الآخرين على سعادتهم أو نعمة المال التي يظهرونها لغيرهم.

وتحكم التكنولوجيا حياة الأفراد مع الثورة الرقمية، إذ تظهر إحصاءات أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) –على سبيل المثال- وصل عام 2018م إلى نحو 2.3 مليار مستخدم.

وتقول المستشارة الأسرية ليلى أبو عيشة: "في السابق ربما كان بعض يتحرج من نشر صوره، ويتمسك بعادات وتقاليد بات الآن لا يشعر بأي غرابة عندما لا يتبعها، ومن ذلك مثلًا مشاركة الآخرين أخبارًا خاصة عن حياته".

وتعتقد أبو عيشة في حديث إلى صحيفة "فلسطين" أن اتجاه الشخص نحو الحديث عن حياته الخاصة، ونشر صور ومقاطع فيديو أو منشورات بشيء من المبالغة، قد يرجع إلى معاناته نقصًا في جوانب ما، يغطيه بنشر هذه المواد، أو قد يكون ذلك بداعي الغيرة من الآخرين.

وتلفت إلى أن الغيرة والحسد هدما بيوتًا، وتسببا في مشاكل بين العائلات.

وتشير إلى تنوع أسباب اللجوء إلى مواقع التواصل، ذاكرة أن بعض الأشخاص يعانون الفراغ القاتل ولا ينظمون وقتهم، ولا يمتلكون آلية في التعامل مع أولوياتهم خلال اليوم، وآخرين بداعي التسلية، وهناك من يمتلكون شخصية نرجسية ولديهم حب الظهور وسماع كلمات الإطراء والاستحسان ليرضوا غرورهم.

وتقول المستشارة الأسرية: "الله خلق كل إنسان وأعطاه نصيبه من الدنيا بما يناسبه، وقسم الأرزاق، لذا يجب أن يسلم بما قسمه الله له ويرضى به".

وتدعو إلى الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان عملًا بما أوصى به رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكما يقول المثل: "داري على شمعتك تقيد".

وتتابع أبو عيشة: "يجب أن يكون في داخل الشخص ميزان حساس يزن ما يقوله وما سيفعله، ويضع نفسه مكان الآخر، يتخيل نفسه أنه يقف على منبر، كلٌّ سيشاهده، فليراعِ مشاعر كل الفئات التي ستصل إليها منشوراته".

وتضرب أمثلة: "الأشخاص الذين ينشرون صور أطفالهم على مواقع التواصل يجب عليهم أن يراعوا مشاعر من حرموا الإنجاب، ومن يتحدث عن عمله ودائم التأفف من روتينه عليه أن يتذكر أن أناسًا آخرين عاطلون عن العمل ويتمنون ما هو عليه الآن".

وتحذر أبو عيشة من مخاطر الغيرة الرقمية والحسد الإلكتروني، قائلة: "أصبحنا ندخل الأشخاص في حياتنا الشخصية بجهل منا، وهذا قد يكون مقدمة لكدر وخلافات قد تهدم بيوتًا".

وتتمم كلامها: "إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات التكنولوجية ينبغي أن يكون بناء على وعي وأهداف، وليس عبثًا".