قائمة الموقع

"سنزوجك فلانة".. "مزاح" مع الأطفال عواقبه وخيمة

2019-11-16T11:33:50+02:00

في لمة عائلية غلب عليها جو الضحك والمزاح بين أفرادها كبارًا وصغارًا، لاحظ الأهل انسجامًا في اللعب بين خولة وحامد، وهما طفلان، ابنا عم، يبلغان من العمر أربعة أعوام بفارق أشهر بينهما، واسماهما على اسمي جديهما، فإذا أحد أعمامهما ينادي على حامد ويقول له: "شو رأيك نزوجك خولة؟".

حينئذٍ أجاب الطفل بموافقته باستحياء، تعالت ضحكات الجميع، ولكن ما التأثير النفسي لتلك المواضيع على الطفل؟، وما مفهوم الزواج لديه؟

يقول الاختصاصي النفسي إبراهيم التوم: "المرحلة الطفولية بكامل مكنوناتها وأبعادها النفسية والاجتماعية والتربوية يعيشها الطفل بأكملها وفق مراحله النمائية، بمعنى أن الطفل يعيش بواقعه النمائي ويتأثر به".

وفي حديث إلى صحيفة "فلسطين" يوضح أن أي حديث للأهل أو طرحهم مواضيع أمام الطفل اجتماعية أو نفسية يأخذها هو من ناحية طفولية، ووفق إدراكه الأمور، والمرحلة النمائية التي يعيش فيها، فأي موضوع يتفاعل معه ببساطة تفكيره، حتى لو كان على سبيل المزاح أو السخرية.

ويحذر التوم من طرح مواضيع أكبر من وعي وإدراك الطفل حتى لا يتأثر ببعض المفاهيم المستقبلية ويبني عليها اتجاهات قد تكون خطأ فتؤثر على طبيعة حياته، أو تؤثر على نفسيته، كطرح عليه فكرة الزواج، وتحديد الشخص الذي يرتبط به.

وبعض الأطفال –وفق قول التوم- لديهم إدراك عال لبعض الأمور، فيشكلون مفاهيم ترجع لطبيعة تفكيرهم، وبذلك يتفاعل مع القضية ويتعلق بها أكثر، وقد يتأثر الطفل باتجاهات سلبية ويكونها نحو النساء وتلازمه في شبابه.

"ويؤدي ذلك إلى حدوث تفاعل بين الطفل والطفلة غير متعارف، وينجذب إليها، وقد يدفعه نحو تطبيق بعض المشاهدات التي يراها في الأفلام، أو يتعامل الطفل مع الطفلة كما يتعامل والده مع والدته" والحديث لا يزال للاختصاصي النفسي.

وقد يندفع الطفل نحو تقليد أدوار الزواج، وتتشكل لديه مجموعة من التصرفات السلبية، ويتقمص مرحلة عمرية أكبر من عمره الحقيقي، ويرتبط بالفتاة وكأنها بالفعل أصبحت له، ما ينذر بحدوث عواقب وخيمة، وهو ما يحذر منه التوم.

وينصح التوم الأمهات والأهالي عامة بعدم فتح مواضيع حساسة أمام الطفل، لا تناسب مرحلته العمرية، وإذا استكشف معلومة معينة لابد من توعيته وتبسيطها وفق قدراته الإدراكية، مؤكدًا أهمية مراقبة الطفل وملاحظة أهله له خلال لعبه، ومعرفة الدور الذي يريد أن يؤديه.

ويلفت إلى أنه على الأم منح طفلها مساحة من الرسم لمعرفة طريقة تفكيره وميوله، فبعض الرسومات تعطي انطباعات، وعلى الأم أن تُفعل خاصية الحوار البناء بينها وبين الطفل، وعدم تركه للعب فقط، وبذلك يتمكن الأهل من تنمية ثقافة الحوار، ويفسح للطفل المجال للتعبير عن ذاته، وتصقل شخصيته.

ويتعين على الأمهات أيضًا عدم ترك أطفالهن بمفردهم في أثناء متابعة التلفاز أو الفيديوهات على موقع (يوتيوب)، ولابد من مشاركتهم حتى لا يتقوقعوا على ذواتهم، ولضمان سلامة ما يشاهدونه.

ويختم كلامه: "في حال طرح على الطفل سؤال: هل يقبل زواجه من فلانة؟، يجب على الأمهات حينها استخدام ذكائهن الاجتماعي والانفعالي في التعامل مع الموقف، وأن يحسنَّ التصرف، حتى لا يجذبن نظر الطفل إلى الموضوع، ويحاولن استيعاب الأمر، وتشتيت انتباه الطفل إلى أمر آخر".

اخبار ذات صلة