فلسطين أون لاين

​قتل المدنيين ليس نجاحًا والقتال هو الطريق

انتهت معركة صيحة الفجر بالمعادلة المعروفة (اغتيال، فقتال، فوساطة، فتوقف)، فهل نجح المحتل الغاصب في تحقيق أهدافه؟! وهل قمة معادلات أخرى في هذا المرحلة؟!

يزعم نتنياهو في زيارته للشاباك، ولقادة القبب الحديدية، أن (إسرائيل) نجحت في تحقيق أهدافها باغتيال أبي العطا، وآخرين من رجال المقاومة، وفرض الهدوء مرة أخرى من دون شروط غير الهدوء؟! ولم يقُل لماذا اضطر لوقف القتال؟!

نعم، الهدوء مقابل الهدوء هو معادلة في صالح الاحتلال، ولكن أين نجاحه في اغتيال أبي العطا، واغتيال عائلة السواركة، وهم ثمانية مدنيين؟! كان يجدر بنتنياهو أن يخجل من نفسه، ومن صورة قتل جيشه للأطفال والنساء وهم نيام؟! وهي صورة مزرية للقتل أدانتها الأمم المتحدة. أين النجاح وقد تمكنت المقاومة من شلِّ الحياة في تل أبيب، وفي قرى الغلاف في أيام القتال، والأهم من ذلك أن المقاومة تجرأت على قصف تل أبيب فور جريمة الاغتيال، وهو ما لا تتجرأ عليه دول تستباح سماؤها ليل نهار؟!

شهداؤنا ستة وثلاثون، وجرحانا كثيرون، وهذا في نظريتنا الإسلامية فرار من التهلكة التي هي تعطيل للجهاد والإنفاق في سبيل الله. ولو علم أهل عصرنا ما في الجهاد من عزة لجالدونا عليه، ولكن الله اصطفى أهل فلسطين ليكون في مركز عزته، وليكونوا سوطه الذي يجلد فيه الظالمين.

غزة تحزن لفراق الشهداء، من الإخوة والآباء والأمهات، ولكن لا تبخل على الله بما أوجب على أهل الإيمان، لذا يجدر بكل فلسطيني أن ينظر إلى ما أصاب غزة في الأيام الماضية نظرة أهل الإيمان، لا نظرة أهل الدنيا، وأهل المتعة العاجلة؟!

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾. فقد فر هؤلاء المذكورون في الآية من الموت على يد عدوهم جبنًا، أو فروا من الموت مرضًا، فقال لهم الله موتوا ولن ينفعكم الفرار، لأن الموت والحياة بيدي، ثم أحياهم ليعتبروا بما وقع لهم، ولنعتبر نحن بما قصه الله علينا. فلا القتال يقرب الموت، ولا التهدئة تبعده، والواجب يقع فقط في طاعة الله، لا في تحليلات أهل المتعة، ورجال الطعام والشراب؟! وقد سمت الآية الموت فضلًا، على غير متعارف الناس.

غزة قاتلت، وتوقفت عن القتال، وغدا ستقاتل وتتوقف، وسيستمر القتال حتى يأذن الله بالنصر. والنصر يكون بالغلبة على النفس وتخاذلها، وعلى العدو وجيشه، وعند النصر يفرح المؤمنون بعودة فلسطيني إسلامية، وبعودة الأقصى عزيزًا مرفوع الجبين.