فلسطين أون لاين

​"بيت الحكمة" يحتفل بإطلاق كتاب "الأب مانويل مسلَّم: أيقونة وطن"

...
غزة/ طلال النبيه:

نظم معهد بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات، حفلاً للإعلان عن إطلاق كتابه الجديد تحت عنوان "الأب مانويل مسلَّم: أيقونة وطن"، اليوم الاثنين، بحضور شخصيات رسمية فصائلية وشعبية وأهلية، في مقر جمعية الشبان المسيحية، بمدينة غزة.

ويقسّم الكتاب الذي ألّفه د. احمد يوسف رئيس معهد بيت الحكمة، بين دفتيه إلى قسمين، الأول من الكتاب مُعنون بـ"فلسطينُ مهدُ الديانة المسيحية"، والقسم الثاني مُعنون "من أنت، أيها الأب منويل مسلّم؟"، مستعرضاً الكتاب بين دفتيه ما يتعرض له المسيحيون في فلسطين يقع من حصار وإغلاق وتهجير وانتهاكات إسرائيلية مستمرة.

فيما يستعرض أيضاً السيرة الذاتية للأب مسلّم وحياته في فلسطين وما قدمه للقضية الفلسطينية.

وقال د. أحمد يوسف رئيس معهد بيت الحكمة خلال كلمته: "إن الجزء الأهم في هذا المشروع الموسوعي هو هذا الكتاب، والذي يشكل إضافة معرفية للسردية المتعلقة بسيرة الأب مانويل، من حيث عائلته وطفولته وشبابه وكل ما يتعلق بسنوات ما قبل ظهوره الإعلامي وبروز شخصيته الوطنية والدينية".

وأضاف: "الأب مانويل مسلم غدا شخصية تمثل النموذج والمثال لما نتطلع إليه في بناء الشخصية الفلسطينية، ولذا لابدَّ لسيرته ومواقفه أن تخرج في كتاب تتدارسه الأجيال، قبل أن تأتي لحظةُ "لكلِّ أجلٍ كتاب"، وتضيع بغيابه كنوزٌ معرفية لأحد رموزنا الوطنية والدينية".

وذكر د. يوسف أنه توجه خلال رحلة البحث عن التفاصيل لسبر أغوار هذه الشخصية الوطنية، لمجموعة من الرموز الوطنية السياسية والأكاديمية والدينية وشخصيات أخرى اعتبارية من مؤسسات المجتمع المدني "للإسهام في إضاءة شموع هذه الأيقونة وتظهير أنوارها".

من جهته، وجه الأب مانويل مسلم في كلمة له، التحية إلى قطاع غزة وأهله قائلاً: "غزتي الحبيبة، وأهلي الكرام فيها كم هو عظيم ومؤثر إكرامكم لي، ما كان الجهد الذي بذلته أنا ليثمر هذا الثمر لو لم تكن البذور الطيبة قد القِيَتْ في الارض الطيبة الخصبة".

وأضاف: "وفاؤكم كان لي مميزا؛ فمحبةً وشكرا لكم"، مستعرضاً محطات من حياته الدراسية والدينية والتي بدأها عندما كان عمره 25 عاماً حينما أنهى متطلبات الدراسة 3 سنوات فلسفة وبعدها 4 سنوات لاهوت، مشيراً إل قراره بأن يصبح "رجل دين /خوري" والتزامه بذلك.

وأردف مسلم بالقول: "مررت أنا كالأرض بأربعة فصول لكنها ابتدأت بفصل الشتاء، سنة 1963 في مدينة الزرقاء ثم عنجرة في الأردن، في أول مراحل رسالتي أبرقت حياتي وأرعدت، وهطلت زخات مطر متفرقة".

وتابع: " سنة 1970 في مدينة جنين فرُوِيَت أرضي بمطر غزير، وسنة 1975 في بلدة الزبابدة مدة 20 سنة كان ربيع حياتي، وتأصلت جذوري ونَمَوتُ سريعا فأزهرْتُ وعقد ثمري، وسنة 1995 في غزة كان صيفي فنضجت محاصيلي".

وأكد رجل الدين أنه "ما عشت أيقونة في وطن، بقدر ما كان الوطن أيقونة فيّ، قائلاً: "أنا أحببت دعوتي وأخلصت لها، لم أعمل فقط ما كان مطلوباً مني بل عملت جهداً مكثّفا فيما طُلِب مني".

واستعرض الأب مسلم حبه "للكنيسة والمسيحيين والانجيل والمدرسة ورياض الأطفال، قائلاً أيضاً: "أحببت إخوتي المسلمين وفتحت أمامهم المدارس المسيحية في الزبابدة وأجريت معهم حوارا وطنيا في غزة".

وتابع: "أحببت شعبي فدافعت عنه بقلمي ومواقفي، وجسّدت على الأرض بالمسيرات الوطنية الوجود الفلسطيني، وأحببت السلام سبيلا للعدالة في فلسطين لكن الكيان الصهيوني أفشل المسار، وأحببت القدس لأنها مدينة الله ومدينة الفلسطينيين والألم فكنت جزءا لا يتجزأ من الاقصى والقيامة والتراب".

وختم مسلم كلمته قائلاً: "منذ سنة 2009 وأنا في بلدتي بيرزيت، أزرع فيها التين والزيتون والتفاح والزعتر، فيها ابتدأت طفولتي وفيها ابتدأ خريف حياتي، ولكني أعدكم أن أحتفظ بورقي فأبقى دائم الخضرة والعطاء".