فلسطين أون لاين

(تل أبيب) في ست دول عربية

لدينا علاقات طبيعية مع ست دول عربية، ونتقدم في هذا المجال بشكل طبيعي". هذا الكلام لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.

الرجل يصرح بهذه الحقيقة باطمئنان، دون أن يصرح بأسماء الدول العربية حتى لا يحرجها أمام شعوبها، ويترك لها هي حرية التصريح، واختيار الوقت المناسب. ولكنا نستطيع من خلال المتابعة تسمية هذه الدول دون أخطاء، وهي: (مصر، والأردن، وعُمان، ودبي، وقطر، والسعودية) أو بخطأ يسير .
يقول نتنياهو إن (إسرائيل) ستشارك في معرض "إكسبو" الذي سيقام في دبي في عام 2020م، وتعرض فيه الدول أحدث منتجاتها، وقال إن هذا يعكس تقدم التطبيع مع الدول العربية على الأرض. وهذا يؤكد ما حددناه من دول فيما تقدم آنفا.
أضف لذلك الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الصهاينة لهذه الدول، ومنها العلاقات التجارية والأمنية بين هذه الدول و(تل أبيب)، ناهيك عن الحضور الرياضي للفرق الرياضية الإسرائيلية في هذه العواصم ، وإقامة شعائر تلمودية في أعياد اليهود في عواصم العرب.
كانت هذه الدول تخفي علاقاتها القديمة مع (تل أبيب) في زمن المدّ القومي، واليوم لم تعد هناك حاجة لقادة الدول لإخفاء هذه العلاقة، وقد تحطمت القومية العربية، واعتقلت الحركات الإسلامية، وانصاعت الشعوب لمقتضيات الغزو الفكري، ومطالب الوسائل الإعلامية، واستشرت النزعات الاستهلاكية، وباتت الشعوب ترى في تحرير فلسطين والقدس مهلكة للمال والولد، وترى في التطبيع مع (إسرائيل) أفضلية على الجهاد في سبيل الله.
قديما قال بعض الساخرين: سيأتي يوم قريب تكون دولة (إسرائيل) عضوا في الجامعة العربية، وأظن أن وجودها في ست دول عربية دون اعتراض من الفلسطينيين رسميا، ولا من بقية الدول العربية، يعني أن هذا الوجود في العواصم العربية يغنيها عن الوجود في الجامعة، وإنها إذا لم توجد بالفعل، فهي موجودة بالقوة، وهذا كافٍ.
لم يكن قادة دولة الاحتلال يصرحون بمثل هذه التصريحات قبل سنوات معدودات من تاريخ اليوم، ولكنهم الآن لا يبالون كثيرا، إذ يملكون ضوءا أخضر من الدول العربية، يأذن لهم بالتصريحات، التي تهيئ الأجواء للتقدم العلني، وتساعد في ترويض الشعوب على سماع ما كانوا يرفضونه، وعلى تقبل الإجراءات العملية، والخاسر الوحيد في هذه التحولات هم الفلسطينيون، الذين فقدوا راحة الإقامة والطمأنينة في بعض هذه العواصم الست المذكورة، في حين يرتاح الإسرائيلي فيها جميعا.