من المقرر أن تعيد سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى الأردن، اليوم الأحد، أراضي "الباقورة" و"الغمر" بعد انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بها من اتفاقية السلام المبرمة بين البلدين عام 1994.
وأعلن جيش الاحتلال عن مدخل الغمر منطقة عسكرية مغلقة، إلا أن ضابط الأمن التابع لمجلس "تامار الاستيطاني" الإقليمي قال إنه يسمح مع ذلك للمزارعين بمواصلة فلاحة أراضيهم.
وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن جيش الاحتلال أغلق الليلة الماضية الجسر الممتد بين طريق رقم 90 وما يعرف بجزيرة السلام في الباقورة.
وقد أبلغ الأردن، الخميس الماضي، الاحتلال بأنه اعتبارًا من اليوم الأحد، سيمنع المزارعين "الإسرائيليين" من دخول الباقورة التي تبلغ مساحتها نحو 6000 دونم.
وكانت الباقورة محور صراع بين الأردن و"إسرائيل"، قبل أن تُحتل من قبل الأخيرة عام 1950،أما الغمر، فهي منطقة حدودية أردنية، تبلغ مساحتها 4.2 كيلومتر، احتلتها "إسرائيل" في الخامس من حزيران/ يونيو 1967، خلال حرب الأيام الستة.
وحسب ملاحق المعاهدة الموقعة في 1994 بين "إسرائيل" والأردن، أعطي حق التصرف "لإسرائيل" بهذه الأراضي لربع قرن، على أن يتجدد ذلك تلقائيًا في حال لم تبلغ الحكومة الأردنية، "إسرائيل"، برغبتها في استعادة هذه الأراضي قبل عام من انتهاء المدة، وهو ما أعلنه الأردن.
وقرر الأردن العام الماضي، استعادة أراضي الباقورة الواقعة شرق نقطة التقاء نهري الأردن واليرموك بمحافظة إربد، والغمر في منطقة وادي عربة بمحافظة العقبة من الوصاية الإسرائيلية.
وبحسب الملحقين (أ) و(ب) من معاهدة السلام منح الأردن "إسرائيل" حق الانتفاع من المنطقتين، مع إقرار "إسرائيل" بالسيادة الأردنية عليهما.
وعقد الانتفاع يختلف عن عقد الإيجار، الذي يلزم المستأجر بدفع أجرة محددة فيه، إذ يستخدم المنتفع بدون مقابل، من كل يمكن ان ينتفع به، وفي حالة أراضي الباقورة والغمر، كان الانتفاع مما هو في الأرض، وفوق الأرض.
ويشار إلى أن الأردن وافق في حينه على تأجير هذه الأراضي لمزارعين "إسرائيليين" بموجب اتفاقية سلام بعد أن كانت تحت اسيطرة الإسرائيلية لمدة 45 عامًا.
ورفض الملك الأردني طلبات وجهت إليه من قبل مزارعين "إسرائيليين" لتمديد فترة تأجير هذه الأراضي وذلك في ظل الفتور الذي يسود العلاقات بين البلدين منذ مدة والمعارضة في مجلس النواب الأردني لهذا التمديد.
وأعلن أن السلطات الأردنية تستعد لزيارة آلاف الأردنيين للباقورة للاحتفال بإعادة هذه المنطقة إلى السيادة الأردنية .