كشف قيادي كبير في فصيل فلسطيني، أن رئيس السلطة محمود عباس لا يريد إجراء انتخابات، إلا أنه يدّعي عكس ذلك، وفي الوقت ذاته يمارس ضغوطاً على حركة المقاومة الإسلامية حماس ليجبرها على رفضها.
وقال القيادي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لصحيفة "فلسطين": إن عباس يحاول الضغط على حركة حماس بإثارة بعض النقاط الخلافية في موضوع الانتخابات لتعقيد الأمور، بهدف وضع حماس في "الزاوية" ودفعها لرفض الانتخابات، بعدما فاجأته الحركة بموافقتها على دعوته بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية غير متزامنة.
وأوضح أن عباس يريد دفع حماس لرفض الانتخابات؛ بهدف تشديد الحصار وفرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة، وصولاً للتنصل من مسؤوليات السلطة تجاه القطاع المحاصر، مبينًا أن عباس سيواصل الضغط على الحركة لمحاربتها و"كشف ظهرها" وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي.
وفي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كلف عباس رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، باستئناف الاتصالات مع القوى والفعاليات والفصائل والجهات المعنية لإجراء اتصالاته للتحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، وأن يتبعها بعد بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية، وفق القوانين والأنظمة المعمول بها.
بدورها أخبرت حركة حماس الفصائل ولجنة الانتخابات جهوزيتها الكاملة للدخول في الانتخابات المزمع إجراؤها، وأنّها ستبذل كل جهدها لإنجاح العملية الانتخابية.
ووصف رئيس لجنة الانتخابات لقاءه الأول مع حماس والفصائل في قطاع غزة بالإيجابي، مشيراً إلى أن الفصائل أبدت موقفا إيجابيا تجاه إجرائها.
لكنّ الاجتماع الثاني لناصر مع الفصائل سادته أجواء سلبية، بعد اشتراط عباس أن يتم العمل بنظام قانون "التمثيل النسبي الكامل"، وأن يصدر المرسوم الرئاسي قبل عقد اجتماع شامل لقيادات العمل الوطني، وأن يناقش الاجتماع فقط موضوع الانتخابات.
فيما أصرت أغلب الفصائل أنه يمكن إجراء الانتخابات وفق "التمثيل النسبي الكامل" لكن شرط عقد اجتماع فلسطيني شامل قبل المرسوم، وأن يناقش الشأن السياسي الفلسطيني ومن ضمنه الانتخابات، ويكون مرسوم عباس نتاج ذلك.