لم يعد من المقبول كثيرًا الانتظار كي تتم الانتخابات الفلسطينية وإجراؤها بالسرعة الممكنة، كي تكون البوابة لإعادة بناء المؤسسات الوطنية سواء للسلطة أو منظمة التحرير، والاندفاع الشعبي والفصائلية يعطيان ذلك أملًا كبيرًا للإنجاز المنتظر بعد 13 عامًا من الانتخابات التشريعية و14 عامًا على الانتخابات الرئاسية وما يتجاوز 30 عامًا على الانتخابات المتعلقة بالمجلس الوطني بخلاف الانتخابات الصورية التي أجريت عامين وقاطعها الجميع.
بعد سنوات من الانقسام، وتدهور القضية الفلسطينية وكي لا يكون بكاء على الحليب المسكوب، هناك حاجة ملحة لإعادة ترتيب الأولويات الوطنية لصالح إعطاء فرصة للشعب الفلسطيني للتعيير عن حقه المشروع في انتخابات من يمثله، وما دون ذلك تفاصيل يقع على عاتق الفصائل التوافق على الآليات للوصول لذلك، وخاصة أن شعبنا يستحق قيادة شرعية منتخبة تمثله وتعالج القضايا الوطنية وسبل الخروج من المأزق الداخلي وكذلك سبل مواجهة الاحتلال.
حماس والفصائل حسمت موقفها نحو الانتخابات، بل هناك اندفاع واضح من حماس نحو الانتخابات وعلى لسان قادتها، وكذلك موقف الفصائل خلال لقاءاتها مع لجنة الانتخابات وكذلك المشاورات التي جرت في اليومين الأخيرين، تعطي أجواء إيجابية نحو إطلاق عجلة الانتخابات للمجلس التشريعي والرئاسة.
لا يغيب الحديث عن الانتخابات بالتركيز على الانتخابات للتشريعي والرئاسة دون انتخابات المجلس الوطني التي لا تقل أهمية، خاصة أنها تمثل كل الفلسطينيين في الداخل والخارج لإيجاد قيادة شرعية منتخبة تمثل الفلسطينيين وتعبر عن مشروعها الوطني في عودة القضية الوطنية لسلم الأولويات الإقليمية والدولية بعد سنوات من التراجع نتيجة تآكل القيادة الشرعية المعبرة عن الشعب الفلسطيني.