قائمة الموقع

​من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقد رآه

2019-11-07T07:13:47+02:00

يتعطش الواحد منَّا كثيرًا لرؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكننا لا حيلة لنا أن نراه رأي العين في هذا الزمان، فيا سعد حظ من رآه في المنام.

لكن هل كل منَّا يملك القدرة والمقومات الصحيحة ليزوره النبي في منامه؟ وهل هناك شروط لنراه؟ وما هو فضل رؤيته؟ أستاذ الفقه المقارن والمحاضر في كلية الدعوة للدراسات الإسلامية د. عبد الباري خلة يجيب عن الأسئلة السابقة لصحيفة "فلسطين" اليومية والتفاصيل الآتية:

أنواع الأحلام

ويبدأ خلة حديثه بالإشارة إلى أن الأحلام ثلاثة أنواع: منها ما هو رحماني، ومنها ما هو نفساني، ومنها ما هو شيطاني، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: فَالرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ...).

ويتابع: "وعن أبي قتادة قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ) رواه البخاري.

ويشير إلى ما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي) صحيح سنن ابن ماجه.

ويقول: "يمكن إجمال أحكام الرؤيا والحلم في أمور أهمها: الرؤيا نوع من أنواع الوحي، ورؤيا الأنبياء وحي فإن الشيطان لا يتمثل بصورتهم، ورؤيا غير الأنبياء غير معصومة".

وينبه إلى أن صدق الرؤيا بحسب صدق الرائي، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا، والرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة، والرؤيا عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطئ.

ويبين أنه في أدب الرؤيا الصالحة ثلاثة أشياء: أن يحمد الله عليها، وأن يستبشر بها، وأن يتحدث بها لكن لمن يحب دون من يكره.

ويوضح أن أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء: أن يتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا، ولا يذكرها لأحد أصلًا.

فضل رؤيته صلى الله عليه وسلم

وأما فيما يتعلق بشروط صحة رؤيا النبي في المنام، بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا من شروط الرؤيا الصادقة، يضيف: "أن تتفق الصفات التي يذكرها الرائي، فإذا صدق في الصفات كانت رؤياه صحيحة، وإلا فهو مدع كاذب، أو لبس عليه، أو خلط بين شيئين أو أكثر، فنقول له هذا زعم".

ويدلل على ذلك بما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ.

وبسؤاله: "هل هناك عوامل أو أسباب تصل بنا إلى رؤية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام؟"، يجيب: "من المتفق عليه أن رؤية النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليس دليل كمال الإيمان كما أن عدم رؤيته ليس دليل النفاق أو عدم القبول".

ويتابع: "بل إن رؤيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كرامة من الله لمن رأى، ومن وسائل الرؤيا شدة اتباع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشدة صدق الرائي، ومعرفة أوصافه صلى الله عليه وسلم أو كثرة قراءة أوصافه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".

ويذكر ما ورد عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ وَأَصْدَقُكُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُكُمْ حَدِيثًا وَرُؤْيَا الْمُسْلِمِ جُزْءٌ مِنْ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ وَالرُّؤْيَا ثَلاثَةٌ: فَالرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ...).

ويلفت إلى أن فضل رؤيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه على خير وأن الشيطان لا يمكن أن يتمثل بصورته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن رآه فسيراه في الأخرة إن شاء الله تعالى إن بقي على الطاعة والإيمان.

اخبار ذات صلة