الانتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية في ذمة التأجيل لإشعار آخر. هذا ما يُفهم بلا لبس من تعليقات قادة الفصائل على الردّ الذي حمله حنا ناصر من عباس في زيارته الثانية إلى غزة. حنا ناصر لم يعلق، ولم يعد الفصائل بزيارة ثالثة قريبة.
ماذا يقول الردّ السلبي الذي حمله حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات؟ الردّ لا يستجيب لطلب الفصائل باجتماع موسع لدراسة ما يجب فعله في المجلس الوطني، باعتبار أن المجلس الوطني هو المدخل الحقيقي لإعادة وتجديد البناء السياسي الفلسطيني.
عباس رفض هذا المطلب الذي أجمعت عليه الفصائل، وأصرت أن يكون قبل إصدار مرسوم الانتخابات. لماذا رفض عباس؟! الجواب لأنه يرى أن الوطني هو( ملاكي فتح ؟! ) وأن الشراكة في الوطني على أسس من التوافق والانتخابات حيث أمكن لن تكون البتة، ولكن يمكن أن يمنح عباس الفصائل ثمثيلا رمزيا في المقعد الخلفي منه كما كان يفعل ياسر عرفات ؟! الفصائل ترفض هذه الصيغة، وترى في المجلس الوطني أنه ملكية عمومي للشعب، وللفصائل كافة، وأن زمن عباس غير زمن عرفات، ورمزية عرفات كانت ذات ثقل، حتى وإن رفضت حماس الدخول للوطني في عهده بتمثيل رمزي..
الفصائل تنازلت عن شرطها في التزامن بين التشريعي والرئاسي، وتنازلت عن الانتخابات الفردية، وقبلت بالنسبية الكاملة، وتنازلت عن إقامة حكومة وحدة وطنية تشرف على الانتخابات، وقبلت بإشراف حكومة اشتية. وتنازلت عن اعتراضاتها على شرعية الرئيس وقبلت منه المرسوم بصفته رئيسا للسلطة. ولكن عباس الذي ربما يتخذ من الانتخابات مناورة لإخراج حماس من المشهد، وتجديد سلطته بالانتخابات لاستعادة ثقة العالم بعد أن هبطت لأدنى درجة.
المهم إن المشهد السياسي القائم والقادم، تتسلط عليه فردية عباس من ناحية، وتتسلط عليه قوى خارجية لاسيما (إسرائيل ) من ناحية ثانية. هذا المشهد يمثل أريكة مريحة لعباس، لأنه يضمن فيه غياب المنافسة، وبقاء سلطته، وسيادة فتح عباس.
ماذا ستكون مواقف الفصائل من التأجيل الممتد، وغير المزمون بزمن قريب؟! هذا ما ينبغي للفصائل إن كانت تؤمن بجدوى الانتخابات وأنها ذات فائدة وطنية في الوقت الراهن أن تعقد له مؤتمرا عاما في رشاد الشوا لدراسة ما يمكن عمله معا، للخروج من قبضة حكم فردي، وقرار فردي لا يحتكم لمؤسسة ولا لقانون.