فلسطين أون لاين

هكذا عذبت أجهزة السلطة أحد طلبة "بيرزيت"

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

"كنت واقفاً في منتصف الشارع وسط بلدتي "نوبا" في مدينة الخليل، حتى هاجمني أكثر من ثمانية مسلحين، وأطلقوا الرصاص بالهواء، وصرخوا في وجهي ووضعوني في سيارة، بعد أن تعرضت للسحل أمام الناس"، بهذه الكلمات، تحدث طالب الصحافة والإعلام بجامعة بيرزيت عاهد آل دباس عن اللحظات الأولى لاعتقاله من قبل جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية.

ومنذ وضع آل دباس في سيارة جهاز مخابرات السلطة، لم يتوقف عناصرها عن ضربه بعد تقييد يديه وشل حركته، وكذلك إهانته بتوجيه ألفاظ نابية له، وتهديده بإرسال ملفه إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما روى لصحيفة "فلسطين"، مشيرًا إلى أن عناصر أمن السلطة وضعوه تحت ضغط نفسي كبير بالصراخ المتواصل فوق رأسه.

ووجه أحد ضباط المخابرات الذين يعرفهم آل دباس جيدًا تهديدًا له بـ"كسر عينه"، متهمًا إياه بتحدي جهاز أمني.

وذكر آل دباس أنه وعند وصوله إلى مقر جهاز المخابرات في الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، أنزل من السيارة بطريقة خشنة وأدخل مباشرة إحدى غرف التحقيق بعد مصادرة هاتفه وجميع متعلقاته الشخصية.

ويضيف: "بدأ التحقيق معي حول الشجار الذي وقع في سبتمبر الماضي بين طلابٍ من الشبيبة الطلابية (الإطار الطلابي لحركة فتح) والقطب الطلابي الديمقراطي (الإطار الطلابية للجبهة الشعبية)".

ويعود سبب الشجار إلى مناوشاتٍ بين صاحب كافتيريا يديرها أسير محرر قضى في سجون الاحتلال 14 عامًا، وابنة رئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، وهي طالبة في الجامعة هددته بوالدها بعدما طلب إليها عدم إيقاف مركبتها الخاصة بمدخل الكافتيريا، وقالت له "هاي البلد النا".

وفي حينها اعتقلت أجهزة أمن السلطة الأسير المحرر، ثم أفرجت عنه بفعل الضغط الشعبي الرافض لخطوة ابنة الشيخ.

تحقيق وتهديد

ويقول آل دباس: "خاطبني المحقِّق بأنه لا علاقة له بما حدث معي أثناء اعتقالي وما تعرضت له من ضرب وإهانة، وكانت كل أسئلته حول الشجار الذي حدث بسبب ابنة حسين الشيخ، وعملي في الأطر الطلابية داخل جامعة بيرزيت".

أمضى طالب الصحافة والإعلام يومين في جهاز المخابرات العامة دون عرضه على النيابة العامة، أو إصدار مذكرة توقيف قانونية بحقه، حتى جاء قرار بالإفراج عنه عند الساعة الثانية فجرًا.

ولم يرضَ آل دباس أن يبقى ما حدث له من انتهاك واعتداءات من قبل جهاز المخابرات طي الكتمان، فوثق اعتقاله وضربه عبر مؤسسات حقوقية تعمل في الضفة الغربية.

وأوضح أنه سجل ما حدث معه لدى مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان بمدينة الخليل، سعيا لفضح انتهاكات أجهزة أمن السلطة المتواصلة ضد الطلبة الجامعيين، واعتقالهم على خليفة عملهم النقابي داخل الجامعات، وتهديدهم لصالح الحزب الحاكم.

يشار إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، كانت قد دعت الاتحاد الأوروبي، لوقف اعتقالات السلطة السياسية بحق النشطاء الجامعيين في الضفة الغربية المحتلة.

ووصفت المنظمة، في بيان صدر في أبريل/ نيسان الماضي، ما يحدث مع الطلبة الجامعيين من قبل عناصر السلطةبـ"البلطجة والهمجية".

وأكدت المنظمة الحقوقية أن تمادي أمن السلطة في عمليات الاعتقال التعسفي وتفشي وباء التعذيب، بالتزامن مع مناخ الإفلات من العقاب الذي توفره السلطة لمرتكبي تلك الجرائم هو أمر خطير، يستوجب تدخلًا حازمًا من دول الاتحاد الأوروبي التي تقدم لتلك الأجهزة دعمًا مباشرًا لتستخدمه في قمع المواطنين.