العنفوان والإصرار والإرادة التي رسمت أمس على حدود غزة في الذكرى 102 لوعد بلفور المشؤوم المشهور ، هي رحلة الصفقات التي أرادت للقضية الفلسطينية النسيان وطمس الهوية الوطنية، ضمن مشاريع التسوية في الأزمة المختلفة، التي تغير فيها المساومون لكن الثابت هو الفلسطيني المتمسك بحقه، وتجاوز ذاك نحو إسقاط مشاريع التسوية والصفقات السياسية التي كان آخرها صفقة القرن.
الرئيس الأمريكي الذي تمايل كالسكران يوم أن وقع على نقل سفارة الولايات المتحدة من القدس إلى تل أبيب، وأعلن عن انطلاق صفقة القرن، يكاد أن يعلن اليوم فشل وموت صفقة القرن بعد عام ونصف من قراره، وفشل الصفقة وتحولها لسراب أمام الصمود الفلسطيني الذي تعمد بالدماء على حدود غزة، ولم يعد من الصفقة سوى اسمها وغياب لمروجيها كوشنير صهر ترامب وكذلك مبعوثه جريبلاند الصهيونيين بامتياز.
رغم مرور 102 عام لم تلن للفلسطيني قناة في الدفاع عن حقوقه والتمسك بها والمطالبة بها، بل تقديم الغالي والنفيس في سبيل ذلك، بينما تقاعس البعض عن دوره في الحفاظ على القضية الفلسطينية والأرض التاريخية كحال الرؤساء العرب والمسلمين ولحق بهم بعض الفلسطينيين من خلال الاعتراف بالاحتلال والتنازل عن ارض فلسطين التاريخية مقابل الاحتفاظ ب 23% منها فقط والتفاوض على شكل السلطة التي تحكمها والتلهي عن مشروع المقاومة.
اليوم ينحاز الشعب الفلسطيني من خلال عشرات الآلاف التي خرجت تهتف بإسقاط بلفور وصفقة قرن وتمسكها بمسيرات العودة وكسر الحصار وإنهاء كافة مشاريع التسوية التي حاولت النيل من الحقوق الفلسطينية أو التنازل عنها، وقد ذهب بلفور وسقطت المشاريع والصفقات.