عزز تقرير مراقب الدولة لدى الاحتلال الإسرائيلي الذي نشر أول من أمس وكشف جزءا من الحقيقة وليس كلها، مصداقية المقاومة الفلسطينية وانتصارها دون أن يدري، وأثبت ثقة المواطنين بمقاومتهم التي تبذل قصارى جهدها في الإعداد والتجهيز للمراحل القادمة، وفق محللين.
وأكد التقرير ما أكدته المقاومة إبان عدوان 2014 وانتصارها في منظومتها العسكرية والأمنية على الاحتلال الإسرائيلي، وأنها حققت إنجازات وانتصارات على عدة أصعدة، وفق المحلل السياسي مصطفى الصواف.
ورأى الصواف خلال حديثه لـ"فلسطين" أن دلالة إخفاق الاحتلال وفشله، أن التقرير تحدث فقط عن موضوع الأنفاق، قائلاً: "هذا الأمر عزز مصداقية المقاومة خلال العدوان، سيما أن التقرير أكد فشل المنظومات الثلاثة العسكرية والأمنية والاستخباراتية، كون المتحدث أشار إلى عدم وجود معلومات عن الأنفاق وحجمها وكيفيتها خلال العدوان".
ولفت النظر إلى أن التقرير لم يعلن عن فشل القبة الحديدية والتي أكد فشلها القسام عندما أعلن عن ضرب مطار اللد الساعة التاسعة، وعندما منع وصول الطائرات إلى مساراتها، كما أنه لم يعلن عن إخفاقات عملية زيكيم وما تخفيه من أسرار، وكذلك قضية فقدانه لجنوده في غزة.
وأضاف الصواف: "ذلك كله وغيره من الخفايا، الاحتلال غير معني بالكشف عنه، لأنه قد يؤثر على الجبهة الداخلية الصهيونية على صعيد المواطن الصهيوني المذعور وعلى صعيد الجيش الذي فقد الثقة"، مشيرا إلى أن ما نشره الاحتلال مؤخرا حول علمه بوجود 15 نفقا هجوميا داخل فلسطين المحتلة يثير تساؤلات عن تعامله معها، "لذلك فإن الاحتلال يجهل كثيرا من المعلومات حول الأنفاق التي ما زالت تهدد أمنه".
تراجع كبير
"ويؤكد التقرير حدوث تراجع كبير في أداء جيش الاحتلال وتأثيره وقدرته على تحقيق انتصارات وحسم في القضايا"، والحديث هنا للمحلل السياسي إبراهيم المدهون، الذي أوضح أن الاحتلال لديه إشكاليات واضحة في استخباراته، وحصوله على المعلومات، والتنبؤ بقدرات المقاومة الفلسطينية.
ورأى المدهون خلال حديثه لـ"فلسطين" أن ذلك يدلل على تقدم المقاومة الفلسطينية وقدرتها الاستخبارية المنافسة للاحتلال، قائلا: "يوضح التقرير معاناة الاحتلال الإسرائيلي من فراغ قيادي واضح، وعدم وجود رؤية استراتيجية، وعدم القدرة على تحقيق الأهداف".
وتابع: "ما ذكره تقرير مراقب دولة الاحتلال، يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق شيئا مما وعد به الجمهور"، مضيفا: "تقرير مراقب الدولة يجب أن يدرس ويتم التعمق به، لأنه أعطى إشارات واضحة للمرحلة القادمة وآليات التعامل مع قطاع غزة، سيما أنه جاء بعد عملية عصف ذهني متواصلة منذ الحرب عام 2014 حتى اليوم".
ولفت المدهون إلى أنه جرت دراسات وتقارير وإحصاءات وتحقيقات، إعلامية وأخرى أكاديمية، تدلل على أن العدوان عام 2014، مهم ومفصلي وكانت له تداعيات، واليوم نحن نشاهد هذه التداعيات.
وأنهى حديثه بالتأكيد على إثبات التقرير وتحقيقات أخرى، على أن سلاح الأنفاق ما زال فاعلا وقادرا على إرباك جيش الاحتلال والتأثير في المعارك، وأنه حتى اللحظة لم يستطع الاحتلال معالجته، أو القدرة على التنبؤ به والحد منه.
ونشر مراقب الدولة لدى الاحتلال، الثلاثاء الماضي، تقريره حول "إخفاقات" العدوان الأخير على قطاع غزة صيف عام 2014 وتضمن انتقادات شديدة لأداء المستويين السياسي والعسكري.