فلسطين أون لاين

​طريقة الطبخ.. سببٌ لمشاكل في بيوتٍ لا تعترف بـ"بساطة الحياة"

...
غزة - فاطمة أبو حية

"مش هيك أمي بتطبخها"..عبارةٌ قد تفتح الباب لكثير من المشاكل إن استخدمها الزوج في موضع خاطئ، أو فسّرتها الزوجة بأنها إساءة لها، خاصة أن من يتعامل مع طريقة الطهو على أنها جزء من كينونته وطريقته في إثبات ذاته.

في التقرير التالي نسأل بعض السيدات عن موقفهن من رغبة أزواجهن في إعداد بعض الوصفات بالطريقة التي تتبعها أمه لا بطريقة زوجته.

ببساطة

لم تجد "نهى قاسم" مشكلة في طلب زوجها لبعض الوصفات بالطريقة التي اعتاد عليها قبل زواجه، ولذا سألت حماتها عن عددٍ من الوصفات لتطبقها كما يريد زوجها، لا كما تعلّمتها هي في بيت أهلها.

تقول: "من حق المرء أن يتناول الطعام الذي يحبه، ولا يمكن تفسير هذا بأي سببٍ سوى ما ترغبه النفس، وبالتالي فما المشكلة في أن يطلب الرجل من زوجته أن تعد له الطعام بذات الطريقة التي تعدّه بها أمه؟!".

وتضيف: "بعض الأزواج والزوجات ينظرون إلى كيفية الطبخ بطريقة غريبة، فالرجل يرى أنه يفرض رجولته على زوجته عندما يجعلها تطهو كما يريد، والمرأة ترفض من باب المحافظة على كينونتها، وفي الحقيقة الأمر أبسط من ذلك بكثير، والحياة يجب أن تسير بسلاسة لا بعنادٍ وندية في كل تفاصيلها".

وتشير إلى أنها تعلمت بعض الوصفات من حماتها دون أن يطلب منها زوجها ذلك، فهي أحبّتها بطريقتها أكثر.

بعد التجربة

بساطة الموضوع انتبهت له "إيناس علوان" بعد فترة من "العناد"، إذ تقول: "زوجي يحب ما أطهوه، ويفضله على ما يتناوله في بيت أهله، ولكن بعض الأكلات يحب أن أعدّها كما اعتاد عليها، وهذا ما كنت أرفضه في البداية".

وتضيف: "بطبيعة شخصيتي، أحب أن أفعل كل شيء كما أريده أنا، وأقتنع بأن ما أنجزه أنا هو الأفضل، وأرى أن أي طلب بالتغيير هو تعد عليّ وعلى أعمالي، لذا لم يكن السهل علي تقبّل طلب زوجي بأن أتعلم بعض وصفات أمّه، وأكثر من ذلك أنني كنت أقاوم بالعناد وبالإصرار على الطبخ بطريقتي".

وتبين أنها بعد فترةٍ من التصرف بهذه الطريقة، انتبهت لخطئها، وشعرت أنها أعطت الأمر أكبر من حجمه، فأصبحت تُلبي طلب زوجها في بعض الوصفات، وتسأل حماتها عنها دون حرج.

تقليديٌ جدًا

أما "أم عصام" فتعاني بشدة من إصرار زوجها على الطهو بطريقة والدته، ورفضه لأي تجديد في الطريقة، أو في الأنواع، منذ 23 عاماً هي عمر زواجهما.

تقول: "زوجي تقليدي جداً في كل شيء، ويرفض التجديد دوماً، لا يقبل سوى ما اعتاد عليه، وهذا ينعكس على طريقة تقبله للطعام، فلا يقبل ما كانت تطهوه والدته قبل زواجنا"، مضيفةً: "في البداية كنت أتذمر، وأحياناً أصر على التغيير، وكثيراً ما وقعتُ في المشاكل بسبب هذا الأمر".

وتوضح: "بعد فترة اعتدت على الأمر، وأصبحت أعدّ الطعام له كما يريد، ولكني لا أغفل حق أبنائي، بل أطهو لهم ما لذ وطاب".

حسب السبب

"رنا شعبان" لها طريقتها الخاصة في التعامل مع طلبات زوجها في الطعام، فهي تقبل أو ترفض تنفيذ ما يطلبه منها حسب دوافعه في الطلب.

وتبين: "إن طلب مني إعداد وصفة ما كما تعدّها أمه لأنه يحبها بهذه الطريقة فلا مانع عندي من فعل ما يريد، ولكن إن شعرت أنه يفعل ذلك من باب العناد وتوصيل رسالة لي بأنني لا أجيد الطهو كأمّه وأخواته، فأنا أصمم على موقفي وأطهو كما تعلمت من أمي".

وتقول: "أكثر ما يثير غضبي، هو أن أتعب في الطبخة، ثم يفاجئني بعبارته المشهورة (مش هيك إمي بتطبخها)، هنا يُجن جنوني، لأنه يتبع هذه العبارة بقائمة من الملاحظات، دون أي شكر أو تقدير لجهدي في إعدادها".

لم يعد يعجبه

"أم رامي" لم تواجه هذه المشكلة مع زوجها مطلقاً، فمنذ بداية زواجهما، لم يُخفِ أن الطعام الذي تطهوه هي أفضل من الذي تعدّه أمه.

تقول: "تعلمت الطبخ في بداية العشرينات، وتزوجت في منتصفها، أي أنني كنت متمرسة فيه، بالإضافة إلى أنني أحب تجربة كل جديد في المطبخ، مما جعل لما أعدّه من مأكولات نكهة مميزة"، مضيفة: "في فترة الخطبة أبدى زوجي إعجابه بما أصنعه له من طعام وحلوى، ثم بعد الزواج لاحظت أنه لم يعد يتناول ما ترسله لنا والدته من أطعمة".

وتتابع: "لم يكن يعجبني طعام حماتي كثيراً، ولكن كنت أتناول بعضاً منه مجاملة لزوجي، أما هو فلم يكن يتناول منه شيئا، ولما سألته عن السبب، لم يجد حرجاً في القول بأن مذاق طعام والدته لم يعد يعجبه بعدما اعتاد على ما أطهوه أنا".

وتوضح: "أحيانا يطلب بعض الأكلات القديمة مثل (الخبيزة)، و(البصارة)، ولأني لا أعرف كيفية إعدادها، يطلب مني أن أسأل والدتي عن الوصفة، أو يطلبها منها مباشرة، وليس من والدته هو".