فلسطين أون لاين

​التضامن مع الأسرى المضربين.. تفاعل شعبي ضعيف والمخاطر تحيط بهم

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

ألقت الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني، والانقسام السياسي، بظلالها السلبية على قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الإداريين المضربين عن الطعام.

وحذر مختصان من ضعف التفاعل مع الأسرى، الأمر الذي من شأنه أن يمكن سلطات الاحتلال من التغول عليهم وممارسة جرائمها بحقهم، مشيرين إلى أن الإضرابات الفردية في الأشهر الأخيرة ومماطلات الاحتلال استنفدت الطاقات الجماهيرية.

ويواصل أربعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير إسماعيل علي من بلدة أبو ديس، والمضرب منذ (96) يوماً على التوالي، يليه من حيث المدة الأسير أحمد زهران المضرب منذ (36) يوماً، والأسير مصعب الهندي منذ (34) يوماً، والأسيرة هبة اللبدي منذ (34) يوماً.

حقوق مشروعة

ووصف المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، حالة التضامن مع الأسرى خاصة المضربين عن الطعام داخل السجون وخارجها بالسيئة التي لا ترقى إلى مستوى تضحياتهم ونضالاتهم.

وأرجع أبو شلوف في حديث لصحيفة "فلسطين" ضعف التضامن مع الأسرى الإداريين داخل السجون إلى الانقسام السياسي وتأثيره على الأسرى، وعدم توحيد الأسرى في مواجهة جرائم الاحتلال.

أما عن أسباب ضعف التفاعل مع المضربين خارج السجون فقال إن الأوضاع السيئة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني أثرت عليهم من حيث التفاعل مع قضاياهم وخاصة الأسرى، وجعلتهم ينشغلون في همومهم.

وشدد على ضرورة تضافر وتكاتف الجهود نصرةً للمضربين عن الطعام، في ظل تدهور أوضاعهم الصحية، ومحاولة إدارة سجون الاحتلال نقلهم من سجن لآخر وعدم إجراء الفحوصات الطبية لهم لإفشال إضرابهم.

وأكد ظهور أعراض صحية خطيرة على أجساد المضربين عن الطعام نتيجة استمرار إضرابهم وعدم استجابة إدارة السجون لمطالبهم الإنسانية، وإصابتهمبآلام في الرأس والبطن وفقدان الكثير من أوزانهم وعدم القدرة على الحركة.

ودعا أبناء الشعب الفلسطيني وقيادة السلطة في رام الله وكل المؤسسات المعنية، ليكون لهم موقف تجاه ما يتعرض له الأسرى، والعمل على إنهاء معاناتهم، والضغط على إدارة السجون كي تستجيب لمطالبهم العادلة.

مخالفة دولية

بدوره حذر مدير الإعلام في وزارة الأسرى والمحررين إسلام عبدو، من ضعف التفاعل مع الأسرى المضربين عن الطعام، ما من شأنه أن يزيد من مدة إضرابهم ويمهد الطريق لإدارة السجون لممارسة المزيد من انتهاكاتها بحقهم.

ووصف عبدو في حديث لـ"فلسطين" التضامن مع المضربين عن الطعام أنه "يمر في خطر"، مؤكدًا أن مساندة الأسرى خطوة مهمة لتحقيق مطالبهم في أقصر مدة، وللتأكيد أنهم ليسوا وحدهم في الميدان، وللعمل على إنهاء معاناتهم والضغط على إدارة السجون للاستجابة لمطالبهم.

وأشار إلى أن التضامن مع الأسرى مهم جدًا لتذكير الجميع بمعاناتهم ولإبقاء قضيتهم حاضرة، ورفع معنوياتهم، ودفع المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمعنية لممارسة دورها تجاه ما يتعرضون له على يد إدارة السجون الاحتلالية المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

ويقبع قرابة 5700 أسير في سجون الاحتلال، بينهم 500 معتقل تحت أمر الاعتقال الإداري دون تهمة أو محاكمة ولمدة غير محددة من الزمن.