دعت أطر وكتل صحفية في قطاع غزة لإجراء انتخابات موحدة ونزيهة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، بمشاركة جميع الصحفيين والصحفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة بعيدا عن التمييز السياسي والحزبي.
وخلال جلسة حوارية نظمها منتدى الاعلاميين الفلسطينيين أمس، في قاعة مطعم أوريجانو غرب مدينة غزة، بعنوان "كيف نصل لانتخابات جامعة في نقابة الصحفيين؟"، بحضور العديد من الأطر والكتل الصحفية، شدد رئيس مجلس ادارة المنتدى د. خضر الجمالي على ضرورة تبادل الأفكار ووجهات النظر ذات الصلة من أجل الوصول لحلول تدفع بانتخاب نقابة صحفية قوية ومهنية.
وأضاف الجمالي: "نريد نقابة مهنية قوية ومهنية تعكس نبض الصحفيين وتكرس جهودها لخدمتهم وتنبري للدفاع عنهم بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية وألوانهم الأيديولوجية، لاسيما في ظل انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الاعلام الفلسطيني، فضلا عن تغول الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة على الحريات العامة التي كان أحدثها حجب عشرات المواقع الالكترونية الفلسطينية".
وأوضح أن المنتدى حرص على دعوة الجميع للمشاركة وبذل الجهود ليكون اللقاء والحوار مثمرا وتجسيد حوار ديمقراطي لفتح آفاق تتجاوز اشكاليات الماضي ، من أجل الوصول لمستقبل نقابي يضم الجميع دون اقصاء أو هيمنة.
انتخابات دون غزة
وخلال الجلسة كشف شريف النيرب مسؤول المكتب الحركي المركزي للصحفيين عن اعتزام نقابة الصحفيين في رام الله إجراء انتخابات للنقابة في الضفة دون غزة في 29 من نوفمبر القادم، وأن من سيمثّل النقابة في غزة سيتم تزكيتهم، وفق صفقةٍ عقدتها النقابة مع اليسار الفلسطيني (الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية).
وتساءل النيرب: "كيف يتم إعلان إجراء انتخابات لنقابة الصحفيين دون اللجوء إلى نظام اللوائح الفلسطينية والنظام الداخلي للنقابة؟".
وأكد أنه إن كان دخول صحفيين من الإطار الإصلاحي في حركة فتح بالنقابة سيعطّل عملها؛ فإنهم سيتراجعون عن ذلك شريطة أن يكون الذهاب للانتخابات وفق القانون الفلسطيني.
وذكر رئيس تحرير صحيفة الاستقلال في غزة خالد صادق لصحيفة "فلسطين" أن الحل للخروج بجسم صحفي موحد يكمن في التغلب على الحزبية وعلى الأهواء والانتماءات وتغليب مصلحة الصحفي الفلسطيني.
وقال صادق: إن متنفذين في السلطة في رام الله هم من يقودون ويوجهون نقابة الصحافيين، وأن محاولة توحيد جسم صحفي قائم بين الضفة الغربية وغزة لن يكون بدون مصالحة فلسطينية حقيقية، مشيراً إلى وجود حالة من التخبط نتيجة الخلط بين العمل النقابي والسياسي .
وطالب بتحرك جاد وفعلي من قبل الصحفيين الفلسطينيين من خلال الحوار والنقاش المستمر، وتنظيم وقفات احتجاجيةلإجبار القائمين على النقابة على التوحد والدفاع عن الصحفيين.
بدوره، قال رئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية فتحي صَبّاح: إن الانقسام السياسي وتعثر المصالحة الفلسطينية لم يكن له الأثر الكبير في تراجع نقابة الصحفيين، متسائلا عما إذا كانت النقابة بخير قبل هذا الانقسام؟!.
واستهجن صَبّاح التمييز الحاصل في منح عضوية النقابة على أساس سياسي، ورغبة الفريق القائم عليها في إدامة سيطرته، مطالبا باتباع الخطوات القانونية والمهنية في منح العضويات بعيدا عن التمييز الحزبي والسياسي.
وأشار إلى أن شروط منح العضوية لنقابة الصحفيين تتعلق بالشهادة الجامعية والممارسة الفعلية وسنوات الخبرة والعمل، ولا علاقة لها بالسياسة.
واقترح صباح أن تُعقد الجمعية العامة لأعضائها في غزة، كما يجري بالمثل في رام الله لانتخاب عدد من الصحفيين من غزة والضفة لتشكيل المجلس الاداري المكون من (63 عضوا)، ومن ثم يقوم هذا المجلس بانتخاب (21 عضواً) يشكلون الأمانة العامة.
وتمنى رئيس المعهد الفلسطيني على القائمين الحاليين على النقابة بعدم تكرار تجارب سابقة استثنت صحفيين من قطاع غزة وكرست الانقسام خاصة في ظل وجود شعور متزايد من قبل الصحفيين الغزيين بأن هناك من يريد ابعادهم عن العمل بفاعلية داخل نقابة الصحفيين.
من جانبه، دعا رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني أحمد زغبر لتبني الحلول السابقة التي تم التوافق عليها نحو تعزيز الشراكة، وبناء نقابة تشاركية تدافع عن حقوق الصحفيين الغائبة منذ سنوات طويلة.
وحذر زغبر أنه في حال استمرار القائمين على النقابة في سياسة غض النظر وحرمان الصحفيين من حقوقهم ومن دورهم الانتخابي، أو محاولة فرضهملحلول إقصائية أو إحلالية، فإن الحركة الصحفية لن تقف مكتوفة الأيدي.
وكشف أن الحركة الصحفية في قطاع غزة ستقوم بخطوات احتجاجية ميدانية في حال تعنت القائمين على النقابة، فضلا عن التوجه للقضاء عبر خطوات قانونية ونقابية كفيلة بإسقاط ما يُخطط له من تعيين أمانة عامة ومجلس اداري مُعَين من قبل مفوضية المنظمات الشعبية التابع لحركة فتح ووقف هذه المهزلة القانونية "وفق قوله".
وفي نهاية الجلسة، دعا رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين خضر الجمالي، جميع الأطر والكتل الصحفية لتجديد الجلوس مرة اخرى في مواعيد قادمة لمناقشة كل الأفكار من أجل التوافق على حلول مرضية وتوافقية للوصول لجسم صحفي قادر على مواجهة تحديات المرحلة.