قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د. صلاح البردويل: "إن رئيس السلطة محمود عباس تهرب بوضوح خلال خطابه الأخير في الأمم المتحدة، من مبادرة الفصائل لتحقيق المصالحة".
وأوضح البردويل لصحيفة "فلسطين" أن عباس حاول قطع الطريق على المبادرة بطرح فكرة غير قابلة للتطبيق، وهي انتخابات مفاجئة غير قائمة على تفاهم وأرضية توافقية.
وأكد البردويل أن حماس والفصائل التي وقعت المبادرة الوطنية تنتقد الموقف السلبي لعباس وفتح من المبادرة.
والفصائل الثمانية التي أعلنت مبادرة لإنهاء الانقسام بناء على اتفاقات المصالحة الموقعة هي: حركة الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، والمبادرة الوطنية، و"فدا"، والجبهة الشعبية - القيادة العامة، و"الصاعقة".
ولم ترد حركة فتح وعباس على الرؤية الوطنية، وعليه إن هذه مماطلة واضحة، ورغم ذلك حماس والفصائل بالانتظار، وفقًا لحديث البردويل.
ويشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أعلن الشهر الجاري موافقة حركته غير المشروطة على مبادرة الفصائل لإنهاء الانقسام.
أما عباس فقد تجاهل المبادرة في خطابه بالأمم المتحدة في 26 أيلول (سبتمبر) الماضي، ودعا لما وصفها بـ"انتخابات عامة"، دون أن يوضح أسس ذلك، وهل يعني انتخابات تشمل رئاسة السلطة أيضًا.
وأوضح البردويل أن إجراء الانتخابات يجب أن يكون نتيجة تفاهم على خريطة طريق كاملة، بحيث تضع برنامجًا وطنيًّا متكاملًا، يتفق فيه على شكل النظام السياسي الفلسطيني، وشكل الفعل والنضال الفلسطينيين.
وتابع: "الانتخابات هي جزء ونتيجة يجب أن تكون لها مقدمات من أجل الاتفاق على قانونها، واحترام نتائجها، وكثير من الأشياء، لا أن تُطرح بهذا الشكل".
وكان عباس كلف رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر بـ"استئناف الاتصالات فورًا مع القوى والفعاليات والفصائل والجهات المعنية كافة، من أجل التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية، على أن يتبعها بعد بضعة أشهر الانتخابات الرئاسية، وفق القوانين والأنظمة المعمول بها".
وقال البردويل: "حنا ناصر شخصية محترمة ونحن نستقبله بكل احترام، كما استقبلناه سابقًا، فهو رجل مهني، سنجلس معه وسنوضح له بوضوح أن الانتخابات ما لم تقم على أساس قاعدة التوافق الوطني والوضوح في القوانين والنتائج واحترام النتائج، من الصعب جدًّا تطبيقها"، مؤكدًا ضرورة عقد انتخابات شاملة للمجلس التشريعي ورئاسة السلطة.
وخلال الأيام الماضية أظهرت تصريحات قياديين في حركة فتح رفضًا لمبادرة الفصائل، ومن ذلك تصريح نائب رئيس فتح محمود العالول، الذي قال: "إنه لا جدوى لأي مبادرات جديدة لإنهاء الانقسام، وموقف اللجنة المركزية لفتح ثابت أنه لا مجال لبحث مبادرة الفصائل الثمانية".
وحيال ذلك، قال عضو المكتب السياسي لحماس: "نحن سنناضل من أجل إنجاح مبادرة الفصائل، ولا أحد يستطيع أن يحكم عليها بالفشل، قبل استنفاد جميع الوسائل، شعبيًّا ونضاليًّا ونخبويًّا من أجل فرضها فرضًا، على الطرف الذي يرفضها".
وعن إصرار عباس على المماطلة في تطبيق الاتفاقات السابقة، قال البردويل: "عباس يستقوي بقوى خارجية، الاحتلال والأمريكان، وجزء من النظام العربي، ولا يستقوي بالشعب الفلسطيني، فليس لديه أوراق قوة شعبية، ونحن نعتقد أن الأوراق التي يستقوي بها تعبر عن فشل ذريع جدًّا وتعود عليه بالضرر".
وبشأن موقف حماس من استمرار التفرد الفتحاوي بمنظمة التحرير، ورفض عقد الإطار القيادي المؤقت للتحضير لانتخابات المجلس الوطني، قال البردويل: "هذا قمة الأنانية والدكتاتورية، ولا يجوز على الإطلاق لأي طرف من الأطراف أن يهيمن على القرار الفلسطيني، خصوصًا في هذه المرحلة التي تحتاج إلى الجميع".
وتمم البردويل: "كل من يظن أنه قادر على تولي الشأن الفلسطيني، دون استعانة بالشعب الفلسطيني وقواه الحية؛ فأعتقد أنه فاشل".