لا تقتصر مهمة الروضة على تعليم الأطفال مبادئ القراءة والكتابة والنطق، بل إن مرحلة رياض الأطفال هي مرحلة مهمة جدًّا، لكونها أول مؤسسة ينتقل إليها الطفل من البيت، لذا يجب أن تتمتع بمقومات الجودة الشاملة من حيث الأفكار والسلوكيات حتى تقدم للمدرسة طفلًا قادرًا على الانسجام مع أي مرحلة خارج سياق الأسرة.
لكن هل بقيت فلسفة رياض الأطفال أنها صاحبة رسالة أم أن تغيرات الوضع جعلتها تنحو في اتجاه آخر وتصبح تجارة؟
نلاحظ أن الكثير من رياض الأطفال تتنافس فيما بينها لجذب الأهالي وتسجيل أطفالهم فيها، فتراها تخفض قيمة الرسوم، وهذه بوابة جذابة، لكني سألت ذات يوم مديرة إحدى رياض الأطفال عن خبايا رياض الأطفال، فأخبرتني أن بعض الرياض تعمد إلى تخفيض الرسوم المالية، لكنها خلال الفصل تأخذ من الأهالي مبالغ متقطعة، فيكون حاصل الرسوم مضافة له المبالغ المتقطعة كما رسوم باقي الرياض، وهذا أمر فيه غبن وغش للأهالي، فقد يحتاج الطفل لكتاب ثمنه قليل، لكن الروضة تطلب ثمنًا أكبر من ثمنه، ظنًّا أن ذلك لن يرهق الأهل لكونه مطلبًا متباعدًا زمنيًّا، وأن بعض المربيات فيها لسن على قدر المهمة من حيث التعليم والتأهيل، فمن كلامها اتضح لي أن رياض الأطفال التي تلجأ إلى هذه الفكرة وغيرها هي رياضتجارية وليست صاحبة رسالة، دون شك لا أقصد الرياض كلها.
إن رياض الطفال هي مرحلة مهمة يتعلم فيها الطفل الكثير من أبجديات المهارات الاجتماعية،
فمن أهميتها كما يرى الكثير من خبراء التربية أنها:
– تحفز الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل.
– تجعل الطفل يبدأ الاعتماد على نفسه في القيام ببعض المهام البسيطة.
_تطور إمكانات الطفل العقلية، وتزيد من قدرته على التخيل، والإبداع.
_تشجع الطفل على التعاون مع زملائه والتفاعل معهم.
_تحمي الطفل من المشكلات التي قد يواجهها، وتؤثر في مستقبله، كالعزلة، والعنف.
_تسلح الطفل بالمهارات اللازمة التي تعينه على التأقلم مع الجو الجديد الذي انتقل اليه.
_تعلم الطفل بعض المعلومات المفيدة التي من الممكن أن يطبقها في مجالات مختلفة .
– تحسن الحالة النفسية، والصحية للطفل، لأنها تعوده على جو المرح واللعب .
– تكسبه الثقة بالنفس وتمنحه جوًّا من الحرية، وقدرة على الحركة .
– تستثمر الطاقات الموجودة لدى الطفل، وتجعله يفرغ هذه الطاقات بإيجابية أكبر .
_تهيئ الطفل للمدرسة.
أختم بالإشادة بالنشاط الذي نفذته بعض رياض الأطفال في محافظات غزة إذ اصطحبت الأطفال إلى مزرعة قريبة بها أشجار منوعة، ومنها الزيتون، وبدأت كل مربية تعرف الأطفال الشجر بالطريقة التي يفهمونها، وقطف الزيتون، وقد ارتدى الأطفال الزي الفلسطيني التقليدي، وهذا من شأنه تعزيز ارتباط الطفل بثراته الفلسطيني.