فلسطين أون لاين

​الأسرى المضربون.. حياة تسلبها قرارات الاحتلال الجائرة!

...
غزة/ جمال غيث:



"يمر اليوم كسنة على الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فالموت يهدد حياتهم في كل لحظة"، هكذا وصف حالهم الأسير المحرر المبعد إلى غزة أيمن الشراونة، صاحب أحد الإضرابات الطويلة عن الطعام.

وبحسب حديث الشراونة لصحيفة "فلسطين"، تجد الأسرى المضربين مستلقين على ظهورهم في زنازين ضيقة طوال الوقت؛ بسبب تدهور أوضاعهم الصحية، وعدم قدرتهم على الوقوف أو الحركة، بعد مضي أشهر على إضرابهم عن الطعام، موضحًا أنهم يعانون أوجاعًا حادة في كل أنحاء أجسادهم، وانخفاض في الوزن وعدم وضوح في الرؤية.

ويشير إلى أن المضربين ينامون بصعوبة بالغة في النهار، وتجدهم طوال الليل مستيقظين يعانون تارة آلامًا شديدة بالمعدة، وأخرى يشعرون بآلام حادة في الرأس ودوار مستمر وتساقط الشعر، ويبدون كالأشباح عند رؤيتهم.

تجربة الإضراب

وأفاد الشراونة بأن الأسرى بعد أشهر من الإضراب ينخفض وزنهم إلى دون النصف، ويشعرون بتعب شديد ويتحركون بصعوبة بالغة، في حين يسقط بعضهم على الأرض مغشيًّا عليهم، فمنهم من كسرت أيديهم وآخرون كسرت أرجلهم، والبعض شجت رؤوسهم، "فهم عرضة للإصابة بالأمراض بسبب ضعف مناعتهم".

ولفت إلى أن المضربين لا يتناولون سوى الماء والملح للحفاظ على أمعائهم من التعفن، دون تناول المدعمات أو الفيتامينات أو حتى إجراء التحاليل الطبية؛ للضغط على إدارة السجون للاستجابة لمطالبهم وإنهاء اعتقالهم الإداري.

ولا يزال الشراونة، الذي أضرب 261 يوماً عن الطعام في سجون الاحتلال، يستذكر بين الفينة والأخرى تجربة الإضراب، واصفاً إياها بالمريرة التي لا تنسى على الإطلاق.

والإضراب المفتوح عن الطعام هو امتناع الأسير عن تناول كل أصناف وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح.

وتعد هذه الخطوة الأخطر والأقسى التي يلجأ إليها الأسرى لما يترتب عليها من مخاطر جسيمة، جسدية ونفسية، تصل في بعض الأحيان إلى فقدان عدد منهم أرواحهم بعدما سلب الاحتلال حريتهم وحقوقهم.

عزل المضربين

أما عن الأسير المحرر خضر عدنان، صاحب إحدى تجارب الإضراب عن الطعام، فقد أكد أن إدارة سجون الاحتلال تعزل المضرب عن العالم الخارجي وتحرمه من مشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى الراديو، في محاولة لكسر إضرابه.

ويوضح عدنان لـ"فلسطين" أن حاسة الشم تزداد عند المضربين بشكل كبير، ما يجعل إدارة السجون تلجأ لابتزازهم بواسطة رائحة الطعام المستمر التي تجلبه وتأكله أمامهم، كالمعجنات والمشاوي وبعض الفاكهة ذات الرائحة القوية، ما يجعل الأسير يشعر بالرغبة في التقيؤ ولا يتمكن من ذلك نتيجة فراغ معدته من الطعام.

ويضيف أن الأسرى المضربين لا يقدمون على خوض الإضراب إلا بعد استنفاد جميع الخطوات المشروعة لإنهاء اعتقالهم الإداري، رغم إدراكهم خطورته وجرائم الاحتلال وضباط إدارة السجون لكسره.

لكن المعاناة لا تتوقف عند هذا الحد، وفق عدنان، فحتى عند فك الإضراب هناك صعوبة ومعاناة سيتعرض لها الأسير، فسرعان ما يشعر بآلام عند تناول الطعام خاصة إذا طالت فترة الإضراب، فيتوجب على الأسير تناول المياه والسوائل ومن ثم التدرج في الأكل، لافتا إلى أن هناك انعكاسات صحية ترافق الأسرى حتى بعد تحررهم وفك إضرابهم.

ويوضح عدنان أنه تعرض لانتكاسات صحية بعد إنهاء إضراباته في الأعوام 2012، و2015، و2019، مشيرا إلى أنه أجرى عملية جراحية بعد إضرابه الأول بسبب انسداد بالأمعاء، ثم أجريت له عملية بعد إضرابه الثاني لإزالة التصاقات بالبطن وإزالة المرارة، في حين تناول بعض الأدوية لإنهاء الانسداد المعوي بعد إضرابه الثالث وتحرره.

ويعتبر عدنان الإضراب عن الطعام أداة ردع للاحتلال ومخططاته الهادفة لقتل نضال شعبنا، مؤكدا أن الانتصار على السجان هو أكبر إنجاز يحققه الأسير، ورافعة للحركة الأسيرة.

ودعا لدعم المضربين عن الطعام ورفع معنوياتهم من خارج السجون بتكثيف الفعاليات، إذ إن لها دورًا مهمًّا في رفع معنوياتهم.

ويواصل ستة أسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام؛ رفضاً لاعتقالهم الإداري، بينهم الأسيرة هبة اللبدي، وأقدمهم الأسير أحمد غنام المضرب عن الطعام منذ 95 يوماً.