فلسطين أون لاين

4 في سجونها و2 مطاردان

الحاج "الجياوي": لماذا تعتقل السلطة أبنائي وتلاحقهم؟

...
صورة ارشيفية
الخليل-غزة/ جمال غيث:

منذ يوم الأحد الماضي، لم يخلد الحاج جبريل الجياوي للنوم، ولم يذق طعما للراحة، عكس أحفاده الصغار الذين خلدوا للنوم رغماً عنهم، بعد طمأنة جدهم لهم بأنهم سيتمكنون من زيارة آبائهم والاطمئنان عليهم خلال الأيام القادمة في سجون أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية المحتلة.

سرعان ما انقلبت حياة عائلة الجياوي، من بلدة إذنا غرب مدينة الخليل، رأسا على عقب بعد اقتحام أجهزة أمن السلطة منزلها، فجر الأحد الماضي، واعتقال أربعة من أبنائها، ومطاردة اثنين آخرين على خلفية انتماءاتهم السياسية.

والأشقاء المعتقلون هم: حمزة، والمعتز بالله، والمنتصر بالله، والمجاهد بالله، في حين تواصل أجهزة أمن السلطة ملاحقة الشقيقين المعتصم بالله وحازم، وذلك بعد اقتحام منزل العائلة، وما صاحبه من انتهاك للخصوصية، وإهانات لفظية وسب الذات الإلهية.

ويقول الستيني الجياوي لصحيفة "فلسطين" إن أجهزة أمن السلطة حاولت اعتقاله برفقة أبنائه، لكنها تراجعت عن ذلك بعد جدال دار بينهم حول أسباب الاعتقال واقتحام المنزل، مستغربا اعتقالها أربعة من أبنائه وملاحقة اثنين آخرين دون معرفة سبب ذلك.

وعند محاولة الجياوي التعرف إلى أسباب اعتقال وملاحقة أنجاله، أبلغته الأجهزة الأمنية أن ذلك بسبب "إقدامهم على حرق كوابل بلاستيكية تحوي معادن النحاس" الأمر الذي نفاه الوالد، قائلا: "إن هذا السبب عارٍ عن الصحة ولا أساس له في الواقع"، مؤكدا أن الاعتقال جاء على خلفية انتمائهم التنظيمي.

ويشير إلى أنه فور اعتقال أبنائه تم توقيفهم وتحويلهم إلى سجن "الجنيد" بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، دون السماح لأفراد العائلة بزيارتهم والاطمئنان عليهم.

ويلفت إلى أن أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجون السلطة أخيرا أبلغه أن أبناءه نُقلوا إلى إحدى المحاكم، وأُوقِفوا تحت مبررات واهية، ثم نقلوا جميعا إلى سجن "حلحول"، منبها إلى أن نجله حمزة اعتقل ليلة ولادة زوجته دون أن يعرف وضعها أو يقبل ابنته "شام".

ويؤكد أن القاضي رفض الاستماع لنجله حمزة، الذي نفى التهم التي وجهت له ولأشقائه، وأجبره على الصمت، ثم مدد فترة اعتقالهم، وفق الجياوي.

ودعا المؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها والضغط على السلطة لإنهاء اعتقال أبنائه ووقف ملاحقتهم، مردفا: "هم لم يرتكبوا أي ذنب ليعتقَلوا ويلاحَقوا بهذه الطريقة".

واعتقل الجياوي، وهو أسير محرر وأب لستة أبناء و4 بنات، وأنجاله، مرات عدة، متنقلا بين سجون السلطة والاحتلال الإسرائيلي.