قائمة الموقع

عبد الرحيم عابد.. "الأوّل" بين "مزامير أهل القرآن"

2019-10-16T09:21:49+03:00

"ليس هناك أجمل من أن أكون مزمارًا يصدح بكلمات الله، مستعملًا الموهبة التي أكرمني بها من غير حول مني ولا قوة فيما يرضيه عني"؛ هذا الشعور الذي يختلج الشاب الغزي عبد الرحيم عابد، بعد فوزه بالمركز الأول في مسابقة مزامير أهل القرآن.

بصوت خاشع وندي من بين أحباله الصوتية نطق وفق أحكام التلاوة والتجويد آيات تلامس قلوب المستمعين ولجنة التحكيم، محدثًا أثرًا في نفوسهم، ليتوج بـ"أحلى جائزة"، وفق وصفه، تسجيل القرآن الكريم بصوته كاملًا.

نشوء عابد (23 عامًا) في عائلة تعتمد في تربية أبنائها على القرآن الكريم وسنة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) كان له الدور الكبير في أن يصل عابد إلى ما هو عليه الآن من حفظ القرآن كاملًا، والإمامة في المساجد.

حصل الشاب –كما يقول لصحيفة "فلسطين"- في الثانوية العامة على معدل 89.4%، وهذا العام سيمنح شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، وكان اختياره هذا التخصص لإكمال مسيره في تعلم القرآن وعلومه.

يضيف عابد: "بعدما منّ الله عليّ بحفظ القرآن كاملًا في عام ونصف عندما كنت في الصف التاسع، من فضل كرمه تعلمت أحكام القرآن حتى حصلت على السند المتصل بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، بقراءة حفص عن عاصم".

أما عن آلية حفظه القرآن فيوضح أن طرق الحفظ كثيرة، والخطط لذلك أيضًا، وأن أيّ طريق يسلكه الشخص بصدق نية مع الله؛ فإنه سيحظى بالتوفيق، مشيرًا إلى أن أي خطة لابد أن يلازمها صدق القصد في طلب حفظ كتاب الله لتحظى بعونه وتوفيقه.

ويرجع الفضل في تمكنه من حفظ القرآن إلى الله أولًا وآخرًا، ثم والديه، وشيخه عمرو نوفل الذي حفظه القرآن ودفع به نحو تعلم الأحكام، ومشايخ آخرين.

"أصبحت أتنقل بين مساجد قطاع غزة للإمامة بالمصلين والمعتكفين في ليالي شهر رمضان، وقد أكرمني ربي وأديت مناسك العمرة ثم ذهابي إمامًا لصلاة التراويح في دولة إندونيسيا هذا العام" يبدي عابد فخره بذلك.

ويبين أن القرآن هو المؤثر الأعظم في شخصية الإنسان، فهو يقوّم السلوك والقلب، وينظم شؤون الحياة، ويجعل شخصية الإنسان مؤثرة، مضيفًا: "فهو يضبط أمور حياتك كلها، ومن أعظم تأثير عليها هو أن يجعل عقلك متفتحًا، ويوسع مداركك ويجعلك من زمرة المتفوقين".

ويتحدث عابد عن ملكة الصوت الجميل الذي يمتلكه، قائلًا: "إنها نعمة من الله حباني إياها".

ويحب عابد كثيرًا الاستماع إلى العديد من المشايخ، لكنه يقول: "هناك لفتة أود إرسالها لقلوب كل القارئين أنْ لا يشغلنكم صوت القارئ عن تدبر كلام ربنا، ولفتة أخرى للقراء أن اقرؤوا القرآن بقلوبكم يخرج من أجمل ما يكون".

ويعبر عن طموحه بالقول: "أن يثبتني الله على هذا الطريق، وأن يحفظنا في أهل القرآن، وأن يستخدمنا في كل سبيل في الدعوة إليه، وأن يجعلني سببًا لمن اهتدى، ويتقبل منا جميعًا".

ومن الجدير ذكره أن مسابقة مزامير أهل القرآن في جمال الصوت القرآني عقدتها دار القرآن الكريم والسنة بغزة، بهدف اكتشاف الأصوات الندية في القرآن الكريم ورعايتها وتأهيلها، والحناجر الذهبيّة للتنافس في هذا المَيدان لمختلف الفئات والمراحل العمرية، وتقديم نماذج متميزة لقراء المستقبل للقرآن الكريم.

وشارك في هذه المسابقة ما يقارب 7٠٠ متسابق من محافظات غزة، في المرحلة الأولى، وعقدت الدار التصفيات الأولية بعد أن سجل كل مشترك مقطعًا صوتيًّا خاصًّا بتلاوته للقرآن بصوت ندي، ثم أجريت التصفيات النهائية للمسابقة بعد الاستماع لأصوات 21 قارئًا تأهلوا للتصفيات النهائية بعد تقييم كل التسجيلات التي شاركت في المرحلة الأولى، لاختيار من يستحق الفوز بهذا اللقب ضمن لجنة مختصة.

اخبار ذات صلة